جدلية الطفولة

ماجد الدجاني | فلسطين

وكأن الحزن بفترش المقاعد

والحديقة أسلمت أغصانها للريح

تقصفها وتعصفها كما شاءت

كأن الريح سكّير يعربد في دروب الكون

وما يعني اجتياح الريح للأغصان

وكان الطفل يعرّف مسبقا

ألحان ثورته على القهر

كأن الطفل يعرف مسبقا

معنى التضور بعد تجربة

ومعنى المشي عريانا

ودون حذاء

تحت الريح والأمطار

ويسمع قهقهات الغصن والأنواء

وكف الليل تفتح ثغره للحزن

في أسوار مهجته

وتسقط قلعة البسمه

وتسقط راية الحكمة

وترفع راية للدمع في الأجفان

آمال من الإنسان وتهوي هدري الريح

يموت الصمت والكلمات

تجف شفاه من عبروا بلا عبرات

تدور حقائق التاريخ

 

وتصحو أسطر وتموت أخرى في ثنايا المهد

يدور الكون دورته..

….يدور الكون والطبقات

وكل معالم الطغيان تهوي

مثلما هبل

ويسلم ذلك العملاق رايته

على عجل

يسلّم في المدى الطغيان

رايته على مضض

لجيل اليتّم …..الفقراء

ولا يبقى من الأحزان غير حكاية للنوم

يحكيىها فم الجدات للأطفال كل مساء

إذا ما حان وقت النوم والإغفاء

يدور الكون دورته

ورغم تداخل الألوان رغم الأصفر الرنان

لن يتوقف التاريخ..

…فتلك طبيعة الأشياء

يذوب الملح والأسفنج يملأ جوفه الماء

فتلك طبيعة الأشياء

ترى من قال إن الحزن وحّدنا ..

..ترى من قال إن الجرح وحدّنا

بيان من لسان الحزب أو موال؟

وسطر في الصحيفة أم تراه مقال؟

هراء كل ذاك …ومحض.سفسطة

تعثر خطوة الأجيال

فكيف يحس طعم الجوع شبعان؟

وكيف يحس طعم الدفء عريان؟

وكيف يذوق رغد العيش

من ناءت به الأحمال

وما وزرت طوال العمر وازرة

بوزر شقيقة أخرى

ولا يوما أحس أخ ببؤس أخيه

نمضي كلنا في التيه

لا من ولا سلوى

ولكن تغمر البلوى

وليس بفيضها وعمومها سلوى

ترى من قال أن الواقع المجنون وحّدنا

ألا إن الذي تدعونه حتمية

زور وبهتان ومحض خيال

وما حتمية في الأرض غير

غير صدى انتصار العبد

رغم تعدد الأغلال

ستبقى دورة التاريخ ماضية

تدور على البغاة دوائر الأيام

سينهي الكون دورته

سينهي مغزل التاريخ كنزته

إذا أصغى له العظماء

أو وضعوا أصابعهم

لدرء مفاسد الإصغاء في الآذان

وإن قالوا قلوب في أكنته

وفي آذانهم وقر

سيروي الشيخ قصته

إذا شاءوا وإن نفروا

ففي طياتها عبر

لمن في الكون يعتبر

وفي طياتها نذر

لمن في عينه بصر

فهل تغنيهم النذر

تقول دفاتر الأيام أن الكادح المسكين

حتما سوف ينتصر

و نصر جحافل الأحرار

والأفكار

والجوعى هو القدر

,وإن خانت زعامتهم

وإن قاداتهم غدروا

فكل تآمر هدر

وكل خيانة هدر

سيبني الوعي قرب الشمس قلعته

سيسري الشعب

في ليل العناء إلى جبين الشمس

حيث تبارك الفقراء

ستنشد جوقة االأحرار أغنية

ويبقى المتخمون على معابدهم

يؤدون الطقوس لعجل سيدهم

وتنسفه ذراع الشعب تلقيه لقاع البحر

إذا ما البحر أعطى ماءه للغيم

إذا ما الريح أعطىت زندها للبرق

إذا ما الجرح ضمد جرحه في الصدر

فإن الغيم يرجع دائما للبحر

وإن النهر يرجع دائما للبحر

إن النصر يولد من ظلام القهر

فلا تهنوا أباة القوم

لا لا تحزنوا أبدا

فأنتم في العلى أبدا

وقطرة مائكم ستشق صدر الصخر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى