التطرف والإرهاب لا دين ولا وطن له

صالح لفتة | كاتب

التطرف هو أن تكون منحازاً لرأي أو عقيدة أوفكرة إلى حد لا يمكن التراجع عنه بسهولة بحيث تكون مستعداً لإعطاء حياتك زهاء هذه القناعة. والتطرف ليس دينياً فقط فربما يكون إلحادا أو تطرفاً لا يقبل بالأخر المتدين ويحاول إلغاءه أو الإجهاز عليه.

فكثير من الحكومات التي تبنت العلمانية فتكت بالمتدينين حد التطرف وملئت بهم السجون والمقابر لم تأخذها بهم رحمة أو رأفة لأنها رأت أن هؤلاء يشكلون خطرا على نهجها الذي تنتهجه وربما بفعل أو قول من قبلهم سوف تضعضع سلطتها بعد أن تسمح لهم بذلك سيكثر الاتباع  فيؤدي إلى وجود معارضة وبالتالي تزيل حكومتها أو تنهي تجربتها السياسية. لذلك تحاول إنهاء الأصوات المعارضة من البداية متخذة أسبابا عدة لتبرير بطشها هذا بخوفها على العلمانية مثلا.

كذلك الأحزاب الدينية أو الجماعات الدينية من مختلف الأديان؛ فكل الأديان فيها متطرفون مهما حاول التاريخ أن يبرر للبعض دون الآخر أو لجهة دون أخرى ابتداءً من محاكم التفتيش التي تتبع لسلطة الكنيسة البابوية في روما التي أرادت أن تفرض مذهبا واحدا في أوروبا فقتلت ملايين البشر بسبب ذلك، ثم قتلت بسبب الهرطقة أو العلم الذي يخالف الدين ولم تتخلص أوروبا من هؤلاء إلا قبل قرون قليلة.

أيضا في الاسلام نماذج يخجل الإنسان عند ذكرهم فقد قتلوا باسم الله واسم النبي ونصبوا أنفسهم خلفاء يحللون ويحرمون وفرقوا بفتاويهم الناس وقتلوا وفجروا وهجروا بالملايين وحدث ولا حرج وتضرر من تطرفهم الإسلام واهله أكثر من أعداء الإسلام امثال القاعدة وداعش وبعض السفاحين الذي فتحوا البلدان بالسيف والقتل تحت راية الفتوحات الإسلامية فليست كل الفتوحات الإسلامية جاءت بالرحمة للناس .أيضا لا ننسى متطرفي اليهود الأشد شراً ومتطرفي الهندوس ومتطرفي البوذيين .

كل هؤلاء المتطرفين شرهم أهون من المثقف المتطرف ويمتلك قلما مبدعا  فيسخِّر قلمه لقضيته وأي شخص يهاجمه سيكون بمرمى نيرانه وبالتأكيد له أتباع ومريدون يشاطرونه الرأي ويتفقون معه فتتولد جماعات متطرفة جديدة تضاف إلى سابقاتها.