التعدين مهنة من لا مهنة له
مهندس سيد عوض | استشارى التعدين المصرى والرئيس التنفيذى لشركة بنشمارك للتعدين
“لقد كنت زهرة يانعة وسط مستنقع قذر”.. هذه الجملة قالها أستاذ الأساتذة والفقيه الدستورى والقانونى والعالم الكبير الأستاذ الدكتور سليمان الطماوى عميد كلية الحقوق بجامعة عين شمس الأسبق – رحمة الله عليه – حينما قال رأيه الجرئ بأن الرئيس مبارك فاقد لشرعيته الرئاسية ويخالف الدستور فتم استبعاده عن مجلس الشورى ولما طلبوا منه بعض المنافقين العودة إلى المجلس آنذاك قال لهم الجملة السابقة.
والجميع يعرف الدكتور الطماوى ولكن الجميع لايعرف أنه كان يمثل لى مثلاً وقدوة بسيرته المشرفة وتفرده الأدبى والعلمى ووصوله للعالمية وسيرته ألهمتنى الدافع لأكون أول طموى يكرم من جامعة أخن الألمانية فى مجالى وأهدى نجاحى وأبحاثى المتواضعة فى مجال التعدين لروحه ولعائلتى فى طما.
وسبب تذكرى لتلك العبارة وترديدها بعد أكثر من عشرين عاماً منذ أن قالها أستاذنا وعالمنا الكبير الدكتور سليمان الطماوى أن القطاع الذى أعمل به وهو قطاع التعدين أصبح مهنة من لا مهنة له وظهرت فى سماء القطاع نجوم زائفة وعقول لا تفقه شيئاً لا يهمها المصلحة العامة للقطاع والبلاد؛ بل تنافق وتتلون من أجل تحقيق مكاسب ومصالح شخصية لاتنظر لمستقبل التعدين فى مصر الذى لا يكون إلا بالإنتاج والتصنيع فلا أمل فى إقتصاد بغير صناعة ولا أمل فى صناعة بغير تعدين ولا أمل فى تعدين بغير قيمة مضافة حقيقية تغلق الباب على إهدار ثروات بلادنا وتعزز تعظيم استغلال تلك الكنوز المدفونة ولابد من الوقوف ضد تصدير خاماتنا وثرواتنا بصورتها الأولية ولكن يجب أن تقوم عليها صناعات تمد اقتصاد بلادنا بالخير وتحويل المنتج التعدينى إلى منتجات وسيطة أو نهائية تضيف إلى الناتج المحلى الإجمالى.
ولابد أن يكون دور البحث العلمى جلياً فى صناعة التعدين حيث لا قيمة مضافة لمنتج تعدينى أولى إلا بالبحث العلمى التطبيقى الذى يخدم المجتمع وصناعة التعدين وليس بحث علمى مجرد أوراق تغلق عليها الأدراج أو توضع فوق أرفف المكتبات.