بذور التمرد في ديوان ( لا أسميك ) للشاعرة المصرية أمل جمال

طارق عبد الفضيل | ناقد وأديب مصري

يؤسس كامو للتمرد ويدافع عنه “إن العبث كالشك المنهاجي ، نبذ كل شيء و ضرب عنه صفحا ، وخلّفنا في مأزق حرج ، و لكنه كالشك المنهاجي أيضا ، يستطيع إذا ما عاد إلى ذاته أن يوجه تحريات جديدة، وحينئذ تستمر المحاكمة بنفس الصورة. فأنا أصرخ قائلا إنني لا أؤمن بشيء، وأن كل شيء عبث، و لكنني لا أستطيع الشك في صرختي، وينبغي لي على أقل تقدير أن أؤمن باحتجاجي، إن البديهة الوحيدة التي أتلقاها في صميم التجربة العبثية ، هي التمرد ” (الإنسان المتمرد ص15)
و في رسالته المهمة عن ظواهر التمرد في الشعر العربي المعاصر يبلور الدكتور محمد أحمد العزب قضية التمرد في الشعر ” هذا هو التصور الفني لفلسفة التمرد : رفض الكون كما هو . و الاحتجاج في وجه الطبيعة الصامتة .. و العمل على خلخلة القيم السائدة .. و البحث للإنسان عن مخرج من أزمة الوجود و الحرية و الصيرورة .. و هو تصور يلتقي في النهاية بالمعنى القاموسي للتمرد ” (ص8- ظواهر التمرد في الشعر العربي المعاصر – د. محمد أحمد العزب- رسالة دكتوراة مقدمة إلى كلية اللغة العربية بأسيوط 1976)
منذ اللحظة الأولى في إبداعها الشعري تهدي أمل جمال ديوانها الأول (لا أسميك) إلى: محمد جمال / ساحلا أبديا و فيضا لا يحد/ لن يسعني العالم بعدك / فابق إلى أن أروح .
الإهداء إلى أبيها يعكس رهبة بشعة من الموت . والأغنية دائما حاضرة :
أحبك/ لكنك النصل أدميت كل الورود / و سرت تبعثر أوراقها بالطريق/ تغني و تترك نزفي إلى …/ بقايا غناء لبيروت فيروز – مارسيل / لرائحة الساكسفون القديم
و بيروت عاصمة لبنان ؛ المدينة العربية الرائعة التي دمرتها الحرب الأهلية التي استمرت من 1975 إلى 1990 . و فيروز هي صوت لبنان الذي غنى آلامها و آلام الأمة العربية كلها . و مارسيل هو مارسيل خليفة المغني و الموسيقي اللبناني الذي اشتهر بأغانيه الوطنية و اهتم في أعماله بالقضية الفلسطينية .
و الساكسفون آلة موسيقية من آلات النفخ و تصنع عادة من النحاس . واخترعها أدولف ساكس 1840 فسميت باسمه .
تقول أمل : زجاج هو الوقت فجرته/ و احتويت الدماء … و ماذا يضير المواويل بعد اتخاذ القرار … / الأخير بتفجير نفسي ؟ ( قصيدة عزف أول ص 9 -10)
الموت و الغناء و صراع مع الزمن ، تعاني أمل جمال من البداية و تواجه محنة وجودية قاهرة .
في القصيدة الثانية (رحيل) و مطلعها : مدى من شرود . تقول أمل :
و هل تستطيع البقاء .. الطويل و أنت المسافر
و تختمها :
أنا و السفر / نزيف يطاول في النخيل / نخيل يطاول في البكاء / بكاء / حجر .
( ص11-12)
و تحت عنوان (وجه القرى – لون الأرق) :
لون انتحاري لم يكن إلا / هموم المتعبين. ( ص14) و في نفس القصيدة :
لكنها جزر الهواء/ ولد يخبأ في المكان / و آية / ستواصل التفتيش عن / وجه النبي / سيظل هذا الظل يبحث عن لغة ؟ الأبجديات انشطار . (ص15)
أمل جمال تهرب من شيء و تبحث عن آخر ؛ تهرب من الموت الذي يشكل خارطة الأشياء من حولها ؛ تراه في القرية (باحتراق القرية المشنوق) و تراه في سجن البنت في مواجهة (الولد الضوء) و تراه في لغة تضيق لتشنقها. و تراه في الحزن و الانتظار . ثم هي تبحث عن لغة تعبر عنها؛ و عن نبي يحمل لها طلسم الطمأنينة التي تفتقدها.
هي: نبتة شاردة / الفراغ يحدد حرمانها بالمدى / و يحدد أحزانها القادمات . و هي دائما على وشك الانفجار : فكيف أخبيء عني انفجاري . و هي دائما تغني أو تحاول: فحاولت بعض الغناء و بعض الهواء فكان الصدى مستحيلا جديدا يغني / على وتر الدم بعض الرماد و بعض البقايا لأجنحة الياسمين.(ص20)
هي امرأة : تجيء العصافير موجا / إلى شاطيء الروح / تسكن أوجاعها الأنثوية . هي أنثى بكل مدلولاتها ، تحتاج كل ما تحتاجه الأنثى ، تنتظر : لو جاءها الولد المستحيل على/ ضفة الجوع تمرا / و أغنية لوتسية . (ص22)
واللوتس زهرة مشهورة. ” إنها زهرة البداية و زهرة إيزيس. وهي زهرة النينوفر ( الشهيرة باللوتس ) الحمراء اللون. إنها تشمل في كيانها رموز كل من : المياه ، والشمس ، والهواء و الأرض . وهي تختبيء في الماء خلال الليل ، و لا تظهر في الهواء الرحب إلا عند شروق الشمس . و كان الضياء ، أو بالأحرى رع ، يجذبها بدون أية مقاومة . و لذلك ، تعتبر اللوتس كأحد تجليات البعث الجديد للشمس و قدرتها المنعشة المفعمة بالحياة. وبذا، نجد أن الآلهات ، و الملكات أو الأرامل يقدمن زهرة اللوتس لأزواجهن الموتى ، حتى يستنشقوا العبير المفعم بالحيوية و الحياة من هذه الزهرة المقدسة . ” ( ص278 – روبير جاك تيبو – موسوعة الأساطير و الرموز الفرعونية – ترجمة فاطمة عبد الله محمود – المجلس الأعلى للثقافة 2004 )
زهرة اللوتس إذن لها مدلول يتعلق بالموت و الحياة .هي أنثى يعذبها حتى الشارع : للشوارع وجه المهرج . شارع/ باشتعال القرنفل يصرخ و طفلة بالرصيف / تعد الظلال التي تعتريها . و تنتظر من يرحمها من قسوة الشرع . إنه / شارع من حنانك / ماذا يقول عن الأغنيات/ لهذا الرصيف ؟ إنه / شارع من دمي / والعيون التي عذبتها المسافة / لا تستطيع اللحاق بصفصافة الروح / ما بين موت و بقعة ضوء / تغاير طقس السحاب الكثيف / سماء تدثر بالعجز قاموسنا / الفلسفي و تعطي الولاية للسيف / ماذا تقول العصافير عن عشها / والحنان الذي يعدم الآن في ساحة / المهزلة ؟!
إن تاريخ أمل جمال الذي ترفضه و تحاول التخلص منه هو تاريخ ليلى العامرية : هل تقول عن الشوك ما قالت العامرية ؟ / هل تقول قرامطة قادمون ؟ / و لي الجرح / هل تفجر تاريخ دم النساء / و تمضي ؟ ( ص25)
و ليلى العامرية هي ابنة عم قيس ابن الملوح المجنون و حبيبته. رفض أهلها تزويجها لقيس فقط لأنه كتب أشعارا في حبه لها فاشتهر حبهما . تنسب إلى حمدان قرمط الذي دعا إلى المذهب الإسماعيلي الذي يؤمن أتباعه بأن محمد بن اسماعيل هو الإمام الغائب و المهدي المنتظر و ينتظرون عودته . أقام القرامطة دولتهم بعد ثورة يعتبرها البعض ثورة اجتماعية و اشتراكية .
إنها يائسة من المستقبل : شارع / من دمانا / ستعبره القادمات الصغيرات / ينسين فرح الدمى بالمقاعد/ يدخلن في طقسنا العاطفي / و يخرجن من فلسفات البيوت / العتيقات ليلى/ و ليلى/ و فقاعة الموج .! / تاريخ ليلى ؟ !( ص25-26)
إنه التاريخ الضائع لأرض ضائعة و امرأة ما تزال تبحث عن نفسها وسط كل هذا الهراء : الطين ضاع على مشارف عريهم / و أنا نزيفك / لملم التاريخ من خطوات دمعتنا / و حاول. (ص30)
إنه – هو فقط- ساحة الوطن البديل ؛ و هي تأمل أن يلم شعثها و أن يمنحها و طنا و تاريخا : لملمني/ بصدر فراشة مجهولة التاريخ .
و هو وحده القادر على أن يمنحها لغة تستقر بها و عليها: يا أول الماشين في لغتي / كل القصائد باغتت أقلامها / و أنا نزيفك / أنسف التوقيت مذ/ بدأت عيونك موسما بلا انشطار. ( ص31)
إن أمل جمال تعيش أزمة مع التاريخ و المكان / الوطن : وطنا يثرثر في المقاهي/.
يا هذه الأرض انزعيني / من شرايين التراب / و لترفضي ظلي / ارفضيني (32)
و رحلة البحث عن الذات لا تتوقف : أبحث في صدرك عن أمي. (ص35)
و الأغنية لا تطاوعها : أقارن بين العزفين / و يعود الوتر اثنين (ص35)
إنها إيزيس ما زالت تبحث ، لكن دون جدوى : هذا زمن التيئيس ( ص38)
و إيزيس إلهة مصرية قديمة ( في الأسطورة) تمثل الأم المثالية و الزوجة الوفية. ظلت تبحث عن زوجها أوزوريس الذي قتله أخوه ست . ” معنى اسمها : العرش (و تتوج رأسها بما يمثله) . إنها ابنة نوت و جب ؛ و شقيقة أوزيريس و نفتيس . و هي زوجة أوزيريس . و عادة ما تمثل بجناحين (منبسطين) . و من خلال حركات جناحيها ، تحرك الهواء و تساعد على إعادة الحياة إلى أوزيريس . إنها ” الربة الأم ” ، ” ذكاء العالم ” ، و ” روح الكون كله ” ، ” سيدة الأفق ” ، الضياء المرشدة ” . و قد استعانت بجميع طاقاتها لكي تعيد رمق الحياة إلى زوجها؛ و كذلك حتى يبقى ابنها حورس (و كل قادم جديد) شمسا مضيئة على الدوام . ” (موسوعة الأساطير و الرموز ص61)
تبحث أمل جمال عن : و أنا واقفة / في لجة دمع /أبحث عن كنه / أو تعريف ( ص39)
و هي تبحث : عن السنبلة بصحرائي ( ص42)
أفتش عن زرقة حلم يحمل / سمت أمل / و شجون أمل و عيون أمل . (43)
ورد ذكر اللون الأزرق في القرآن الكريم عندما قال الله تعالى في كتابه الكريم وفي سورة طه بالآية 102 : ﴿يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا﴾، يوم يَنفُخ الملَكُ في “القرن” لصيحة البعث، ونسوق الكافرين ذلكم اليوم وهم زرق، تغيَّرت ألوانهم وعيونهم; من شدة الأحداث والأهوال.(التفسير الميسر) وقوله: {وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا} قيل: معناه زُرْق العيون من شدة ما هم فيه من الأهوال (تفسير ابن كثير) {زُرْقاً} حال كونهم زرق الأبدان وذلك غاية في التشويه ولا تزرق الأبدان إلا من مكابدة الشدائد وجفوف رطوبتها ، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما زرق العيون فهو وصف للشيء بصفة جزئه كما يقال غلام أكحل وأحول والكحل والحول من صفات العين ، ولعله مجاز مشهور ، وجوز أن يكون حقيقة كرجل أعمى وإنما جعلوا كذلك لأن الزرقة أسوأ ألوان العين وأبغضها إلى العرب فإن الروم الذين كانوا أشد أعدائهم عداوة زرق ، ولذلك قالوا في وصف العدو أسود الكبد أصهب السبال أزرق العين .(روح المعاني للألوسي)

تهرب أمل إلى الحبيب لكنه لا يسعفها: تهرب البنت من موتها للحبيب/ فيهرب من شرخ أحلامه / للسيوف( ص49)
أمسى الموت في كل شيء حتى صار : للموت جغرافيا (ص50)
و هي كأنثى لا تملك إلا : و في الليل / تضغط أعضاءها في غياب / الحبيب و تترك مهرتها / للنزيف .
إنها امرأة تعاني شبقا وجوديا ؛ لا يمكن ترويضه . لقد استولى عليها تماما ( بالجلد الناعم / جنيات / في الليل ينادين على المتعبات / ليركبن أحصنة من بياض / و يسقطن للبحر / يصرن موجا محرم . ( ص102) ؛ فلم تعد تستطيع حياله إلا الغناء : لليالي / مزامير وحشتنا / و الفراغ/ يقتل الصوت في / ردهات الحناجر. ( 51-52)
لا تستطيع أمل الفكاك من قبضة المكان و الزمان ، يبدو ذلك جليا في 🙁 برية كل الشوارع ) و ( دموية التشكيل للتاريخ ) . و الموت حاضر دائما : لا تترك الموت الغريب على دمي . و تعاود الترحال نارنجا وحيدا . (ص 56) التاريخ كما تراه أمل جمال مشوه للمكان / الوطن/ المدينة يتمثل في وجه المدينة المنحني و الخارطة والتمثال المشوه : وجه المدينة ينحني للذكريات / بنت و خارطة و تمثال لفرعون … مشوه ( ص57)
و ريح تبيع البنت في / طرقات بابل و صراخها / يجتاح نبض القاهرة . (57ص المسألة إذن أكبر من حدود قريتها أو مدينة أو دولة . إنما ضاعت كل الأوطان و أمست مشوهة التاريخ ضائعة الجغرافيا .
و هو( الولد/ الرجل/ الحلم ) يرسم ملامح دونكيشوت ويستدعي شخصيته المشهورة . إنه يحاول المستحيل ؛ يحارب طواحين الهواء ؛ و يلعن الجغرافيا .( ص57) . دونكيشوت شخصية روائية اخترعها الروائي الأسباني ميخائيل دي سرفانتس. يمثل دونكيشوت الشخصية العاطفية المندفعة غير العقلانية . و بين المتحف الوطني و المتحف الأسري تعيش أمل كالمومياء : آثار اعتقالي فوق ظهري / أرفض التسليم عارية لهم / وأقول سوف يرى دمائي / في طواحين الخلاص . (ص59) مازالت تتعلق بأمل كاذب ، بسراب دونكيشوتي يخدعها طول الوقت ؛ ما زالت تهرب و تفتش ؛ و الأغنية هاربة لا تريد أن تكتمل . لأن اللغة ما تزال أضيق من المعاني التي تشتعل بداخلها : أحتاج دفئك لكن اللغة انتحار.( ص61) لأن ما تشتهيه ضيق عنه المكان و الزمان و اللغة : أحبك قدر هذا الكون و الملكوت و الله / المسافر في السحاب .( ص62)
هل تتحول لمسيح يحمل عبء المصروعين/ إلى دفء الله بجلباب واحد (ص63)
” أتى المسيح ليحل مشكلتين أساسيتين : وجود الشر و وجود الموت ، و هما بالضبط مشكلتا المتمردين . لقد قام حله أولا على أخذ هاتين المشكلتين على عاتقه . فالإله – الإنسان يتألم أيضا متحملا آلامه بصبر . لذلك لا يمكننا أبدا أن نعزو الشر و الموت إليه ، لأنه هو نفسه يتمزق و يموت . ( الإنسان المتمرد- ص44-45 )
و كلما حاولت الفكاك فلم تستطع عادت إلى محبسها ؛ إلى ( لغة الحوائط) ( ص64) فهل يكون الحل في لغة مختلفة ؟ في لغة الآخر ؟ هل تجد مبتغاها في : أردية الكهنوت و نافورة جوتنبرج و تاريخ ول ديورانت ؟ (ي ص73)
و أردية الكهنوت تشير إلى السلطة الدينية التي يمارسها رجال الدين . و نافورة جوتنبرج تحيط بتمثال بوسيدون إله البحر في الأساطير اليونانية القديمة ؛ و التمثال للفنان كارل ميليس و يقع وسط مدينة جوتابلاتسن السويدية . أما ول ديورانت ( 1885- 1981 ) فهو فيلسوف و مؤرخ أمريكي و كتابه قصة الحضارة أشهر أعماله .
و هي ما زالت تجري بين الشوارع بأحذية العابرين؟ (ص81) فبدأ احتجاجها يزداد : و كان الله قريبا من جرحي ( ص79) بماذا يعلل ربي غياب العصافير؟! (ص85) ماذا يفعل هذا الإله الصغير ؟! ( ص87)
و الأغنية (ثلاثة أشياء لا تنتهي) ؛ الغناء مستمر والأغنية لا تنتهي .
ماذا منح الله الأرض من الجنة غير الأطفال ؟ ( ص96)
أتعمد شعرا أقصر منذ الآن / و أقيء اللغة على سلم/ أصحابي الساديين / و أبصق ( ص102) و السادية هي اضطراب نفسي يظهر في التلذذ بتعذيب الآخرين وإذلالهم و سميت بهذا الاسم نسبة إلى ماركيز دي ساد (1740-1814) الذي لم يمارس السادية الجنسية فقط ، بل كتب عنها عدة روايات أشهرها (جوستين) .
إنه الإعلان الأخير عن التخلص من الموروث الثقافي واللغوي .
لا أنكرني / من وجهي الفار من الأغطية إلى / صرخة جان دارك .( ص118) و جان دارك ( 1412-1431) بطلة قومية فرنسية و قديسة في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية ؛ ادعت الإلهام الإلهي و شاركت في حرب المائة عام ، ثم حوكمت بتهمة الهرطقة و أحرقت .
دوامات الوقت الشائه تتفجر/سوسنة/ أرصفة/ آثار مخالبهم ،/ برديات، / جون ماكارثي ، / مقهى عادي ، /رصاص ، / 67، يناير 77، 93/ وطن (118-119)
وجون ماكارثي ( 1927-2011) عالم أمريكي في مجال الحاسوب والذكاء الاصطناعي و هو من وضع المصطلح عام 1956 . لكن الغالب هنا و في هذا السياق أن أمل جمال تقصد جوزيف مكارثي ( 1908-1957) و كان عضوا في مجلس الشيوخ الأمريكي و به تسمى المكارثية و هي توجيه الاتهامات بالخيانة و التآمر والعمل لصالح الاتحاد السوفييتي دون تقديم أدلة ؛ والتهمة الأولى: شيوعي . و يستخدم هذا المصطلح للتعبير عن الارهاب الفكري و الثقافي ضد المثقفين .
و (67) تاريخ يعرفه كل عربي ؛ تاريخ النكسة بهزيمة الجيوش العربية أمام إسرائيل و احتلال سيناء والجولان و جنوب لبنان . و ( يناير 77) تاريخ انتفاضة 1977 في يومي الثامن عشر و التاسع عشر من يناير رفضا لرفع أسعار العديد من المواد الأساسية . أسماها البعض انتفاضة الخبز ؛ و أطلف عليها السادات ثورة الحرامية . و اعتقل المئات من نشطاء اليسار المصري و اتهموا بمحاولة قلب نظام الحكم . و ( 1993) تاريخ الاستفتاء الرئاسي في مصر و هو الرابع في عهد حسني مبارك وتمت الموافقة عليه بنسبة 96.3% . و في نفس العام مات زكي نجيب ممود و بليغ حمدي .
يا أبانا الذي في دمانا ( ص114) تناص مع ترنيمة ( أبانا الذي في السموات ، تمجدك كل الطغمات) . و الطغمات هي الجماعات . و صلاة ( أبانا الذي في السماوات ، ليتقدس اسمك . ليأت ملكوتك . لتكن مشيئتك ، كما في السماء على الأرض ) .
و سوسنة من انجيل تتردد في / الترنيم تفر إلى سفر الجامعة (ص117)
و الوجع ينز من التحرير إلى القلعة / من منحدر الأزهر إلى الكاتدرائيات / لا أنكرني / من هينمة الفجر على شفة الأزهر (ص117)
سفر الجامعة هو أحد أسفار التوراة و هو كلام الملك سليمان بن داوود في أورشليم . و مما جاء في سفر الجامعة :
الكل باطل / ما الفائدة للإنسان من كل تعبه الذي يتعبه تحت الشمس .
روح أمل جمال حائرة بين هينمة الفجر في الجامع الأزهر و ترانيم التوراة والتاريخ الذي لا تستطيع الفرار منه في القلعة و التحرير ! ؛ والهينمة هي صوت الدعاء الخفي (المعجم الوسيط)، والترنيم تطريب الصوت (المعجم الوسيط) والترنيمة نشيد يتغنى به في الكنائس المسيحية أثناء القداس، وموضوعه الابتهال إلى الله وحده و شكره على نعمه . (معجم المعاني الجامع)
أمل جمال تغني ؛ لكن الأغنية لم تكتمل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى