ذنبـي البريء
هبا عماد | سوريا
شهقاتٌ مُتتابعة، ودموعٌ تحرقُ مقلتيّ الّتي لا تقوى على حملِ جفنيها، وألمٌ في أنحاءِ جسدي كافةً
زفرةُ مُرٍّ تطبقُ على أنفاسي تلك الّتي كادتْ تنقطعُ عندما لمحتُ طيفكَ اقتربَ مني ليمسكَ السّكين من يدي، ويبتسمُ ابتسامتَه الّتي أْعشقُها، ثم يهمسُ بأنفاسٍ كالجمرِ :إذا كنتِ لا تتجرئينَ دعيني أساعدكِ، من السّهلِ علينا إيقافُ هذا النّبضِ الرّائع، استمعي إليهِ كصوتِ قيثارةٍ أو رُبما طرقاتِ مطرٍ على النافذة آهٍ كم هو جميل!!
هيا ضعي يدكِ معي، ما بكِ؟
لطالما كانتْ يدُكِ تحتضنُ أصابعي بشدةٍ كُلما التقينا، لماذا تأبى مُعانقتَها الآن؟!
تخافين الموت أليس كذلك ؟!
ألم يكن حُبّي أقسى بكثيرٍ من أي مـوت؟ انظري إلى هذهِ السّكين الجميلة إنّها تتعطشُ لهذا الوريد الّذي ينبضُ بي دعيها تُقبِلـهُ ..
صمتٌ يقيدُ شفتيّ، وأنتَ بنفسِ النّظرةِ الّتي تكادُ تمزقُ قلبي من شدةِ قسوتِها، وبنفسِ النبرةِ الظالمة: حسناً لن تموتي سنحيـا معاً هذا ما تريدينه أليس كذلك؟
تعالي إلى أحضاني متأكدٌ أنـكِ في شوقٍ عـارمٍ لهـا.
على بُعـدِ نفَسٍ فقط همستَ : قولي شيئاً
بهمسةٍ ممزوجةٍ بدموعي :أحبكَ مع نهايتهـا كانتْ السّكينُ ذاتَهـا قد غُرستْ في قلبي،
بعينين متعلقتين بوجهـكَ الملائكيّ الّذي غدا شيطاناً بلحظات، ابتسامَةُ ذئبٍ وأنتَ تشاهدُ سقوطي من بين يديكَ أرضاً، ثم تسحبُ سكينكَ من جسدي نافثاً دخانكَ بعنجهيّةٍ، تراقبُ الدّماء ضاحكاً سعيداً بانجازِكَـ
شهقاتٌ مُحترقةٌ، وآهاتٌ لا يُمكنها الصّعود أكثرْ، وأنتَ ترمُقني مستمتعاً بمشهدِ النّهاية الّذي اخترتْ ثم تقول : واحدةٌ أخرى لا أقوى على رؤيتكِ تتعذبين، نفثةُ دخانٍ أخيرة،تطفئُ سيجارتكَ في عُنقي، ثم ترفعُ يدكَ الّتي لطالما تمسكتْ بي، وتغرسهَا مُجدداً مُطمئناً أن النبضَ توقفَ، وأن سكينكَ بقيتَ آخر ذكرى منك في جُثتي، تدوسُ الدماء ناهضاً من قُربي،ثم تهمسُ قائلاً : ألم أخبركِ إنَّ الأمرَ بغايةِ السّهولة، والآن وداعاً يا ملاكي الجميل.