العرب بين سندان تقديس الماضي ومطرقة الحداثة

سمير حماد  |  سوريا

تعامل العرب مع  مجمل الموروث الثقافي والروحي والحضاري وفق مفهومين اثنين؛ الأول: التقديس, والانقطاع عن الحاضر والعصر والحداثة والابتكار والابداع؛ ويمثل هذا الاتجاه الجماعات التكفيرية الأصولية.

أما الاتجاه الثاني: فهو محاولة الخروج من دائرة الماضي إلى العصر والحداثة, وهنا بدأت معاناة الاغتراب والغربة والغرابة والتغريب, والصراع الذاتي.

العرب يعرفون انهم يتعرضون كل ساعة وأينما حلّوا, إلى عملية إنكار منظمة لوجودهم كشعب, وحقوقهم كبشر, ويُقتلون ويُهجَّرون تحت ذرائع شتى, إعلاءً لسلطة الحاكم المحلي أو الاقليمي أو الدولي.

تحول العرب اليوم إلى حرّاس لآبار النفط والغاز وطرق إمدادهما وإلى أدوات للامن الحيوي للدول الكبرى واسرائيل وإلى قطعان طائفية, يستقوي بها هذا الزعيم أو ذاك وفلسطين لم تعد هي البوصلة ولا وجهة النضال العربي , كما كانت من عقود خلتْ.

  ثورات فاشلة لانها تتحرك بإمرة الخارج وتمويله وتسليحه وهناك مجموعات سياسية ذات بعد طائفي, أو قبلي أو ملحق بمشروع إقليمي ودولي. وهذا يثبت أن العرب اليوم أكثر تبعية وانقساما, وأضعف مناعة.

التاريخ العربي اليوم ليس أكثر من حركات سياسية دينية مسلحة, ودول أو إمارات بهويات طائفية, أسوة بالدولة اليهودية والكردية المُزمع إعلانهما.

هناك صراع قوى إلغائية, تكفيرية تفكيكية تدميرية للمجتمع العربي, صراع بين مخلفات التاريخ,  وبين مستقبل الحرية  والعدالة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى