سقيفة الحنين
المهدي الحمروني / ليبيا
تمُدُّ يدًا أمدُد إليك كليهما
– من القلب – في كفٍّ يفيض التبسما
وتنفر عن جهلٍ ليَ الله وحده
– عن الجهل – أغناني بإرثٍ مُنعّما
على الدهر ألبسني قناعة بُزَّةٍ
تَرى فوق ما حوت الجيوب التورُّما
حباني من الصحب الأباة خيارهم
وجدّدتُ أضفيتُ الصديقَ المُكرَّما
وأعرق في كدحي إلى الزاد كي أفي
ملازمة الصيت الجليل المُطهَّما
ركزتُ له حُرًّا إذا ماتهافتت
إليه عوامُ الطير بُقيا ومغنما
وأزهدُ في عيشٍ – بلا بصمة لها
بقاءٌ – وذكرٍ بابتذالٍ تدعّما
كسبطٍ لمن يصحو مع الفجر بابه
إلى رحمةٍ تأوي بضيفٍ توهّما
على حِرفةِ الرسل العظام نهاره
وميعاده شِعرًا إذا الليل رسَّما
تجارة آباءٍ على الحبر كسبُها
ممزّقُ أوراق الديون تكتما
رضِعناه في مهدٍ حسيرٍ إلى القِرى
وقبل أوان الفطم رُمناه فُطّما
حنِنتُ له سقفًا ولازال ظله
على الدرب والمشّاءُ مازال مُلهَما
ومازال أحفادٌ له يسألونني
– إذا أبطأ الضيفُ القدومَ – تألُّما
ونوصي به لكنهم يحفظونها
إلى حضنه دفئًا حفيًّا مُسلًِما
ولاعيب فيهم غير أن عطاءهم
– لما يُقتنى – مُفنٍ على ما تكوّما
ونؤثرُ – لانلوي ليومِ خصاصةٍ
يلوح – بفرزٍ من عُذوقٍ مُهندَما
وأنبل ماتجني – إذا كُنتَ غارسًا –
على صفحات الخُلد ذِكرًا مُقدّما