أعوذُ من الكبائرِ بالكبيرِ

الشاعرة والناقدة ثناء حاج صالح/ ألمانيا

 

ألا يا حُزْنُ واجِهْني كَفَرْدٍ
وليس كَفَيْلَقِ الجيشِ المُغيرِ

فإنَّ وَراءَ إقداميْ انْكساراً
أُعَرِّضُهُ لِجَبَّـارِ الكُسورِ

نَحَتُّ بِوَهْمِ إِزْمِيلِيْ غِياباً
يُواعِدُني بِآمالِ الحُضورِ

وما إن ناصبتْ عَينيه عَيْني
ذُبِحْتُ مِنَ الحريرِإلى الحريرِ

وبِي من كُلَّ ما يُغْوِي فَراشاً
من التَيَهانِ في الوَهْجِ المُثيرِ

على أنَّ الجِماحَ بِكفِّ كَبْحٍ
ولا يقفو مَفازاتٍ مَسيري

يُراقُ دَمٌ بِمَعْرَكةِ التفاني
على أعتابِ مَقَبَرِةِ الشُّعور

ولا أرضى السعادةَ باجتراحٍ
لما آثرتُ من طُهْرِ الضمير

ويرضى الخاسرونَ إذا نِفاقٌ
تَوَصَّل بِالتَّمَلُّقِ للسُّرورِ

نظرتُ بكل نافذةٍ تخلَّتْ
عن الرَّيحانِ في عطرِ الأثيرِ

وكل قرنفل عانى ذبولاً
وكلُّ قطيفة بين السطور

مَخافَةَ أن يَمسَّ النفسَ مَسٌّ
من الوسواسِ بيَّاعِ العطورِ

وقد أُعلِمتُ أن الحُلوَ مُرٌّ
وأنَّ الصَّبْرَ من عَزْمِ الأمورِ

وتسليما لذكرِ الله قلباً
يَعوذُ من الكبائرِ بالكبير

هو المعلومُ في عَشْواءِ خَبْطٍ
ومِشْكاةُ التَّبَصُّرِ للضَّريرِ

كريمُ الوجهِ إن يقصِدْه عبْدُ
تَجَلَّى اللهُ للعَبْـدِ الفقيرِ

ومن أرجوه غُفراناً لذنبي
وأين الذنبُ من ربٍ غَفورِ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى