قراءة نقدية لشاعر علاء الدليمي لنص (حفنة من ماء نافر )

عباس باني المالكي / العراق 

(كيف نستطيع أن نردم فجوة الضياع والتيه في حياتنا )
حفنة من ماء نافر
بعيدآ عن ناصية الحلم
يتسرب فوق سطح البحر
حاملآ بين ذراته الهيدروجينة
بقايا روح خاوية
تصارع الريح أشرعة الأمل
تضمد خيبات الهزيمة
لتلقي بها في المنفى البعيد
كيميائية الحب
تنعش الأنفاس المثقلة بالحنين لأحضان الورد
إذ تهب نسائم عطره
خارج أسوار الوحدة
تسبقني لهفتي راكضة
تتغنج فوق رمال شاطئ حبنا
إذ ضحك القمر لبراءة قبلاتنا
قد تهاوت الطاقة الفيزيائية
بين ثغرين متلهفين
فلا تنافر
عبر زفرات الوصال الموجبة
علاء الدليمي
الشاعر علاء الدليمي هنا يحقق الصورة الجمالية الرائعة من عمق البحث عن ما هو حقيقي في الحياة التي تجعلنا نعيشها رغم ما حولنا من ضياع وتيه ولخواء في الروح ، لهذا علينا أن لا نفقد الأمل ، ونبقى نصارع هذا الضياع بأشرعة الأمل ، لكي لا يحتوينا المنفى البعيد و البعيد عن ناصية أحلامنا (بعيدآ عن ناصية الحلم /يتسرب فوق سطح البحر/حاملآ بين ذراته الهيدروجينة /بقايا روح خاوية /تصارع الريح أشرعة الأمل /تضمد خيبات الهزيمة/لتلقي بها في المنفى البعيد )، ولكي نستطيع أن نردم فجوة الضياع والتيه في حياتنا علينا الاستمرار بالحب ، لأنه الذي يقرب النفوس ويعطيها الأمل و أن الاتي أجمل ، وما أرد أن يقوله الشاعر هنا أن الحياة لا تستقيم إلا إذا بقينا نعيش الصدق والحب الحقيقي في الحياة فالأنفس لا تستطيب إلا بالحنين الى أحضان الورد ، أي لا تستديم هذه النفوس إلا بالجمال والمعني الحقيقي في حياتنا ، و لكي نخرج من أسوار الوحدة والعزلة (كيميائية الحب /تنعش الأنفاس المثقلة بالحنين لأحضان الورد /إذ تهب نسائم عطره /خارج أسوار الوحدة /تسبقني لهفتي راكضة /تتغنج فوق رمال شاطئ حبنا ) لهذا نجد أن الحياة تبتسم لنا حين نعيش كل ما هو حقيقي فيها ، في الترابط ما بيننا ( طاقة الفيزيائية ) ، لكي نبقى خارج كل ما يحيط بنا من أحباط وتردي في كل شيء ، علينا بالعلاقة الموجبة ونبقى نعيش الحب في كل أوقاتنا لكي نبتعد عن كل يأس الذي نعيشه (إذ ضحك القمر لبراءة قبلاتنا /قد تهاوت الطاقة الفيزيائية /بين ثغرين متلهفين /فلا تنافر /عبر زفرات الوصال الموجبة ) هو بهذا قد أزال فجوة التنافر ما بين ما نريد و ما بين كيف نريد أن نعيش و ما موجود حولنا ، لأن الحب يتنافر مع الضياع واليأس ، لذا علينا أن نعيش الحب لكي نخلق التوازن الحقيقي في نفوسنا ونعبش الحياة الحقيقية …
وقد استخدم الشاعر علاء التقنية الصورية والتوظيف الترابطي ما بين فكرته النصية والمعاني اللغوية التي تحدث التقارب الكبير ما بين مستويات رؤيته الرمزية من أجل أن يحافظ على فكرته الرؤيوية التي تحقق التقارب ما بين المعاني وصورته الذهنية التي يريد أن يقولها من خلال نصه هذا ، وهنا أستطاع الشاعر من تحرير الكلمات من قيودها وفق سياقه الشعري الخاضع إلى ذائقته الشعرية لأننا ندرك أن الأدب ليس شيئا آخر سوى العوالم التي تبنيها اللغة حيث أن العالم الطبيعي الخالي من أي استثمار دلالي لا يمكن أن يتآنسن إلا من خلال تحويل الأشياء إلى علامات بحيث تتخلص الأشياء من بعدها الوظيفي لكي تصبح خزانا لكمية من المعاني داخل الامتدادات الرمزية اللامتناهية للكائن البشري في كل ما يحيط به وكما قال جون بول ساتر (الشيء يمتلك معنى عندما يتحول إلى حامل لواقع يتجاوزه)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى