كرنفال المدينة

نزهة الرملاوي / فلسطين

سار وهيب والجدار، عاد أدراجه وجلس على صخرة كبيرة يُراقب النّاس، ويتتبّع في خياله خارطة الوطن، نظر إلى تامر، وقال له: هل تصدّق أنّ هذه المساحات كانت مرتعنا؟
هنا مشينا، هنا ركضنا، تسابقت أقدامنا مع أترابنا في السّفوح الغانيات.
شقاوة الصّبيان كانت تحكمنا، كم من المرّات فزعت العصافير منّا، ونأت بعيدًا عن مقالعنا، وكم اختلطت أصواتنا بصياح الدّيكة الآتية من بعيد، وعبق الطّابون المنتشر بالأجواء.
حين يأتينا الغروب نعتلي التّلال، ننظر البحر البعيد، لآلئُ فضّة تتراقص على جسده، وتغفو بدلال.
تمضي بنا حُمرته، نُودّع الحقول على ألحان الرّعاة، وقد ساقتنا الخراف إلى قريتنا.
ارتسمت أمنيات كثيرة عند تامر، وصلت به حدود السّماء.
أعاد فتح عينيه، الأبواب لا زالت مغلقة في وجوه العابرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى