بالحبر الأبيض.. سيرةٌ صحفيةٌ (15)

علي جبّار عطية | رئيس تحرير جريدة أوروك العراقية

              مسافرٌ زاده السؤال !

(يحدث ذلك بإستمرار / ولابدَّ أن يحدث في كل مكان/حيث الخراب/ هناك عربة آيس كريم/ يحاصرها الأطفال) .. 

(لا أعتب على الربيع/ لأنَّه حل مرةً أخرى/ لا أتّهمه على ذلك/ لأنَّه يؤدّي كلّ عامٍ/ واجباته/ أعرف أنَّ كآبتي/  لا توقّف الخضرة).. هذان المقطعان من ديوان أميرة الشعر البولندي فيسوافا شيمبورسكا  ( ١٩٢٣ م ـ ٢٠١٢ م) ، (النهاية ، والبداية)، ولها تسعة دواوين أخرى فيها نحو مئتي قصيدة، وقد حصلت على جائزة  غوته سنة ١٩٩١م، وجائزة نوبل للآداب سنة ١٩٩٦م، ويمتاز شعرها بالكثافة، والعذوبة،

وقد أحسن صنعاً المترجم هاتف الجنابي، حين ترجم بعض قصائدها بكتابٍ  صدر عن دار المدى ـ دمشق سنة ١٩٩٨ م أفادني كثيراً حين قرأته بعد خمس سنوات من صدوره، وفي هذه المرحلة الدموية من تاريخنا. 

يقول الناقد (عبده وازن) في مقالٍ بمناسبة رحيل الشاعرة سنة ٢٠١٢ م في جريدة (الحياة):  (شاعرةٌ كبيرةٌ ، وصاحبة تجربةٍ فريدةٍ عالميّاً على رغم قلة نتاجها. إنها شاعرة اللحظة الفكرية، أو الفلسفية، شاعرة البساطة الساحرة التي تخفي وراءها الكثير من المعرفة، والنضج ). 

برغم كلّ أعمال العنف التي شهدها العراق، ومنها بغداد بعد سقوط الدكتاتور، إلا أنّ الحياة ظلّت مستمرّةً، وظلّ متطوعو الشرطة، والجيش يتوافدون على مراكز التطوّع غير مبالين بالتفجيرات، بل ظلّ العمّال يتواجدون في الساحات العامّة انتظاراً لعملٍ ، أو لموتٍ مفخّخٍ ! 

وكدليلٍ عمليّ على استمرار الحياة نظّمت جريدة  (التآخي) سفرةً سياحيةً إلى مصايف أربيل. كنتُ من ضمن المدعوّين الأربعين في منشأة تعود إلى شركة سياحيّة. 

انطلقت القافلة الساعة السابعة، والنصف من صباح يوم الخميس الموافق ٢٠٠٣/٩/٢٥ م من منطقة حي الصناعة، ومررنا بالراشدية، وبعقوبة والطوز، وكركوك، وتوقّفنا ساعةً في مطعمٍ سياحي في مدينة الطوز أنسانا سنوات الحصار الجائر ! 

كان جليسي في المائدة الكاتب حسين الجاف، وبالقرب من الشاعر صادق الجلاد، والشاعر محمد البدري، وكانت المشويّات على اختلافها، يكفي منظرها للإشباع ! 

واصلنا طريقنا الآمن لنمرّ بصلاح الدين، حتى وصلنا إلى مصيف شقلاوة الساعة الثالثة بعد الظهر في غاية التعب، بعد أن قطعنا نحو ( ٣٥٠) كيلو متراً بأكثر من ست ساعات. 

لم يكن طريقنا مرعباً لكنَّ الطريق المرعب، هو حين تصل إلى منطقةٍ جبليةٍ، يتحتّم على السائق حين ينتقل من جبلٍ إلى جبلٍ آخر أن يصعد إلى أعلى الجبل بطريقٍ حلزوني ضيّقٍ أربع عشرة لفةٍ، يراعي فيها السائق النازل، السائق الصاعد؛ لأنَّ الصعود فيه مقاومة أكثر للجاذبية! ثمَّ يهبط السائق من الجهة الثانية، وهو يراعي السائق الصاعد تواً ، وهكذا تبدو الطرق من بعيدٍ ينابيع جاريةٍ ! وبينما يرى المؤمن تلاشيه  أمام عظمة التضاريس ، والكتل الصخرية السوداء، والحمراء وأشجار الصنوبر، والكرز المزروعة في أعلى القمم تتجلى لديه أكثر عظمة الخالق عزّ وجلّ. 

في طريقنا إلى شقلاوة القرية، والمصيف تراءى أمامنا جبلٌ ضخمٌ، علّق المرشد السياحي (فاضل) عليه إنَّه يُدعى ( جبل سفين) يقال أن سفينة النبي نوح رست عليه بعد الطوفان. 

عصر يوم الخميس، وفي قريةٍ صغيرةٍ تابعةٍ لشقلاوة رأينا أشجاراً  تمدّ أغصانها، كما تمدّ الطيور أجنحتها في السماء، تابعت الماء، وهو يجري من ينابيع من أعلى الجبال، ليشقّ طريقه وسط الأحجار ليمر ببيوت ، وجداول ، حتى أننا توضّأنا بماءٍ مارٍ بأرض المسجد، وقد صنعوا له جدولاً، وحوضاً، ولكنّه يستمرّ بعد ذلك بالجريان متجاوزاً الحدود ! 

صلّينا صلاتي المغرب، والعشاء في باحة المسجد الصغير، بينما كان مجموعة من الزملاء يؤدّون الدبكة الكردية على أنغام جهاز تسجيلٍ ! 

علّق الشاعر صادق الجلاد : قال لي أحد الصحفيين يوماً: إنَّني أتمنّى أن أراهم يتحاورون، لأنَّ اللغة الوحيدة التي يجيدونها هي لغة الرقص ! 

أردف الجلاد: يعرف الإنسان بثلاثةٍ: السفر، واللعب، والسُكر، وأضاف رابعةً هي السجن.

صدق صادق الجلّاد، ففي  يومين من هذه السفرة القصيرة، وجد أحد الزملاء كنزه، ومن خلال بعض المواقف اختار زميلةً لنا لتكون شريكة حياته، فكانت السفرة بوّابة خيرٍ لسعادةٍ موعودةٍ ! 

لفت انتباهي شعارات خُطّت على مساحاتٍ في الجبال بحروفٍ بيضٍ باللغة الكوردية، ومنها شعار (كوردستان جميلةٌ)،  فسألت الزميل (محمد شكر وندي) عن كيفية خط ذلك؟ فقال: إنهم يجلبون كمياتٍ من الحصى الأبيض، ويثبّتونه على الجبال. 

علّق أحد الزملاء: أظن أنهم يثبتون الحصى، ثمَّ يطلونه باللون الأبيض. 

كانت وجبة العشاء فاخرةً في مطعم (سره رشت) البعيد عن شقلاوة حيث يخيم الهدوء المطبق، والظلام. 

أفزعنا الصمت الرهيب، فلا أصوات إطلاقات ناريّة يوميّة مثل ما نسمعه في بغداد، ولا تفجيرات عشوائية، فالمنطقة آمنة مؤمَّنة بالكامل، واليقظة الأمنية حاضرةٌ بقوّةٍ. 

هجمت عليَّ مشاعر الغربة من دون مقدماتٍ، فكان هذا الشعور ينغَّص عليَّ لذّة الطعام، وتذكرتُ المعاناة التي كان يعيشها شقيقي الشاعر، والكاتب عبد الرزاق الربيعي في أول هجرته إلى عمّان  سنة ١٩٩٤م حين يُدعى إلى مأدبةٍ فاخرةٍ، فلا يستطيع مواصلة الطعام، وهو يتذكّر أهله الذين يأكلون خبز الحصّة التموينية المخلوط  بالنخالة، والذرة، والرمل ، والحصى ! 

عدنا إلى الفندق  الساعة الحادية عشرة مساءً، وكان فندقاً متواضعاً شبيهاً بفنادق علاوي الحلة !  حيث يحشر ثلاثة أشخاص في غرفةٍ صغيرةٍ، ويمنحون بطّانيات قهوائية تذكّرك بالعسكرية ! 

ضمّتني الغرفة مع اللغوي (عزيز موازي) مدرّس اللغة العربية، ورئيس قسم التصحيح في جريدة (العراق) التي توقّفت في يوم سقوط بغداد في التاسع من نيسان سنة ٢٠٠٣ م ، وهو أوّل وجه قابلته، في أول يوم لتعييني في جريدة (العراق)، يوم ١٩٩٢/٢/٩م، هو شخصٌ هادئ، ومهنيّ، اكتسبت منه خلال سنتين بعض الصفات الجيّدة منها :إلقاء التحية على من أعرف، ومن لا أعرف خاصّةً على إداريي الجريدة، وعمّال الخدمات، وقد أوكل لي مهمّة، وهي تسلّم قرطاسية قسم التصحيح كلّ شهر ، وقبلت المهمّة لأنّي عملت مدّةً كعريف إعاشة في خدمة العلم ! 

كان عزيز مدرساً للغة العربية، ولم يكن راتبه يكفيه، فأضطرّ إلى العمل في محلٍ للألبان في سوق الكاظمية صباحاً، وفي الجريدة مساءً، وقد شخَّص غبناً، وتفاوتاً في الأجور التي تعطى في الجريدة ، فتركها بإرادته، وترك ذكرى طيبةً، لكنَّ الحنين  للمهنة أعاده للعمل معنا في ( التآخي). 

رؤية عزيز أعادتني إلى بداياتي في الصحافة مع نخبةٍ ثقافيةٍ غير قابلةٍ للتكرار مثل: الناقد عبد المطلب صالح، والكاتب مهدي شاكر العبيدي، واللغوي حسين محمود، والمذيع ريسان مطر، والمصحّح عبد الإله القره غولي، واللغوي أحمد العبيدي، والشاعر عقيل محمد مكي ، والشاعر خالد الخزرجي، والشاعر حسن النواب، واللغوي صلاح شهاب. 

كذلك جمعتني غرفة الفندق مع الإداري الحازم (سعد عيدان) الذي كانت جدّيته محلّ إعجابٍ، وتقديرٍ في جريدة (العراق) ، ثمَّ جريدة (التآخي)، وأهمّ دور قام به التغيير النيساني قبوله مهمّة تسلّم رواتب موظفي وزارة الإعلام المنحلّة، وتسليمها إياهم، برغم المخاطر الأمنية الكثيرة، هو والسيدة حنان محمد حسن السهلاني، والزميل جعفر محمود، وأشاركهم أحياناً هذه المهمة ، ومع ذلك يواجه عيدان باللوم لأنَّه أسهم في إسكان بعض الموظفين في درجاتٍ أدنى من استحقاقاتهم الوظيفية، لكنَّي اكتشفت فيه إنساناً نقيّاً مخفيّاً تحت شخصيته الجادة، قال لي: إنَّه عاش في ولاية نيوجرسي الأمريكية عدّة سنوات، وله ولدٌّ أمريكي اسمه (علي) ، وقد تركه هناك، سعد غير معجب بالحياة الأمريكية لأنها برأيه تختلف عن حياتنا. 

قال لي:  عندما عدتُ إلى العراق كنتُ الشخص الوحيد الذي زار عمي المعتقل في دائرة المخابرات ثلاثة أشهر، كان صاحب شركة ناجحاً، وفاتحه جهاز المخابرات ليعمل وكيلاً لهم، فرفض، فكان جزاؤه الإعتقال ! 

لم نستطع النوم بسهولةٍ، ولبضع ساعات برغم تعبنا، وذلك للجلبة، و الضوضاء التي يصنعها السفهاء في الفندق، وللحضور القويّ للبعوض، وقد طردناه بتشغيل المروحة السقفية برغم هبوط درجة الحرارة ليلاً. 

ذهبنا إلى شلالات (بيخال) حيث جمال الطبيعة الخلابة، والأشجار الوارفة، والبرودة المحببة، تُضخ لها المياه  عبر أنابيب تصل إلى أعلاها . وتبعد هذه الشلالات عن أربيل ( ١٠٥) كيلومترات، ومعنى بيخال باللغة الكردية (الوجه الصافي). 

توجّهنا إلى شلال ( گلي علي بگ)، ومعنى الإسم باللغة الكردية ( وادي علي)، وهو يبعد عن أربيل (١٣٠) كيلو متراً، وعن مصيف شقلاوة نحو ( ٦٠) كيلو متراً.

جرائم النظام شاخصةٌ في الأماكن التي زرناها، ويبدو من العبث أن يُضحى بآلاف القتلى تحت حكم جائرٍ ؛ من أجل أن تضع رايةً فوق أحد الجبال الشاهقة خلقه الله حراً. 

رأينا مرصداً فلكياً نصبه الجيش العراقي السابق لرصد تحركات البيشمركة لكنّه تحوّل إلى أهداف مدنية بعد الخلاص من سلطة النظام  بعد حرب الخليج الثانية سنة ١٩٩١م. 

لم نر شباباً متسكّعين وهذا يعود لفرص العمل المتوفرة، قال لي أحد الزملاء: إن الذي يريد نجاراً، أو حدّاداً، فلن يجده إلا بعد طول انتظار لعدة أسابيع. 

من المشاهد المألوفة سياراتٌ فارهةٌ حديثةٌ، سألت الزميل ميران عنها فقال: إنَّ أغلب العوائل، ومنها عائلتي لديها في أوربا إثنان من الأبناء، أو ثلاثة يعملون ويرسلون عملةً صعبةً إلى أهاليهم. 

مررنا بمنطقةٍ سهلية أشار إليها ميران بأنها قاعدة حرير الجوية. 

في مصيف (شلال گلي علي بگ)، اعتراني الملل بعد ساعةٍ وتمنيت أن يتوقف هدير الشلال ، فقد شعرت بالاختناق عند تسلّق الجبل، وبالتلاشي وأنا أنظر إلى أسفل الوادي ! 

كان  أحد الزملاء يلعب الكرة فسقطت منه في الوادي، وصار من المستحيل استرجاعها إلّا بطائرة سمتيّة ! 

فوق الجبال لا تستطيع أن تركض لأنّك تخاطر بحياتك! 

لا يوجد مكان محدّد للصلاة، واليوم جمعة، فحاولت إقناع الزملاء بالعودة إلى الفندق، فأفلحت المحاولة، ولكن بعد فوات وقت فضيلة صلاة الظهر، فغادرنا الشلال في الساعة الرابعة مساءً، وعدنا إلى شقلاوة، واشترينا الگرزات وتناولنا الآيس كريم الإيراني،  وكان التعامل يجري بالعملة العراقية القديمة (السويسرية) . 

كنا متعبين، فانتظرنا وجبة العشاء  بشغفٍ ؛ لأنَّنا لم نحظ بوجبة غداء ؛ لانشغالنا بالشلالات ! ، وكانت وجبةً فاخرةً، وإنْ تأخر تقديمها، خلدنا  بعدها إلى النوم العميق من دون أن أحلم  حلماً واحداً ، أو أتذكره ! 

نهضنا بعد السادسة فجر السبت، ولم تستطع فيه السيارة أن تصعد إلينا، فنزلنا إليها. 

توقفنا في قلب أربيل، وفيها بيوت راقية كبيوت منطقة المنصور ببغداد وتناولنا وجبة الفطور بالقيمر الأربيلي المميز. 

رحلة العودة استغرقت ست ساعات، واصلنا طريقنا إلى جريدة (التآخي) مباشرةً، مدركاً أهمّية بغداد، فتمسّكتُ بها، وحين سُئلت ، صرّحت: إنّني لا تستهويني الشلّالات، ولا الأماكن المرتفعة ! 

في اليوم التالي، فوجئت بقرارٍ إداري غريبٍ، وهو تغريم كلّ موظفٍ سجّل اسمه في السفرة، ولم يشارك فيها مبلغ سبعين ألف دينارعراقي (٣٥ دولاراً أمريكياً حسب سعر الصرف).

لأنّ السفرة كانت مدفوعة التكاليف وعلى حساب الجريدة، وكان عدد المغرّمين أربعة زملاء، مما ولّد لديهم انزعاجا شديداً ! 

حين استفسرتُ عن حقيقة الأمر من الزميل عبد الله بابان، وقد رأيت لوعة أحد المتخلّفين عن السفرة الزميل جعفر محمود ردَّ عليَّ أنّ هذه الغرامة مؤقّتةٌ، وسنعيد إليهم المبالغ كاملةً، فقد أردناها قرصة أذن ! 

 كان رحلة ممتعة، والطقس رائعاً فيه قرصة بردٍ لم ينَّغصه سوى خبرٍ بثته قناة الجزيرة الفضائية في فجر الجمعة، يقول: إنَّ مجلس الحكم في العراق يعلن الحداد ثلاثة أيّام على وفاة الدكتورة عقيلة الهاشمي، بعد تعرّضها إلى محاولة اغتيال هي، وأربعة من حرّاسها لدى خروجها من بيتها صباح السبت الموافق ٢٠٠٣/٩/٢٠م، ولم تكن ترتدي الدرع الواقي، فأصابتها رصاصةٌ في المعدة، وأصيب الحرس إصابات متفرقة وُصفت بعضها بالخطيرة، ويعتقد أن المهاجمين الخمسة الذين هاجموا الهاشمي أمام بيتها من أزلام النظام البائد، وقد تبين يوم ٢٠٠٤/٢/٢٥ م ذلك، إذ اعلن معاون مدير العلاقات العامّة في شرطة محافظة ميسان الرائد عبد الكريم حسين اعتقال قتلة عقيلة الهاشمي، بينما كانوا يخطّطون لقتل عضوٍ آخر في المجلس. 

وقال: إنَّ التحقيقات مع أحد الموقوفين من النجف اظهرت اشتراكه مع أربعة آخرين، أحدهم من العمارة في قتل الهاشمي. 

وأضاف: أن الخمسة اعترفوا بالعملية كما اعترفوا بأنهم كانوا يخطّطون لقتل عضوٍ مجلس الحكم عبد الكريم المحمداوي (أمير الاهوار)، موضّحاً أنّ أعمارهم تتراوح بين ٢٥ سنة، و٣٥ سنة، وأنّهم كانوا يتلقّون الأوامر من مسؤولٍ كبيرٍ في حزب البعث المنّحَل . 

كانت الهاشمي مقرّبةً من (طارق عزيز)، وتدير مكتب العلاقات الخارجية في وزارة الخارجية، وتحمل شهادة الدكتوراه في اللغة الفرنسية  من جامعة السوربون، ولدت في النجف سنة ١٩٥٣م ، عمّها هو السيد محمد رضا النوري النجفي معرّب كتاب (مفاتيح الجنان) الشهير.

انّضَمت   للعمل في وزارة الخارجية  عام ١٩٧٩م . ثم عملت في برنامج (النفط مقابل الغذاء). وكانت  إحدى النساء الثلاث  في مجلس الحكم الذي عيّنه الحاكم المدني بول بريمر يوم ٢٠٠٣/٧/١٣ م  ويتكوّن من خمسة وعشرين عضواً يمثّلون أطياف الشعب العراقي بينهم ثلاث نساء  فقط ، هنَّ الدكتورة (رجاء الخزاعي)، والفنّانة التشكيلية (صون جول حبيب جابوك)، والدكتورة (عقيلة الهاشمي) .

ويبدو أن كفاءتها جعلت هيئة اجتثاث البعث تستثنيها من قرارات الاجتثاث، لكنّ أنصار النظام السابق عدّوها خائنةً بالتعامل مع النظام الجديد.

المحزن هو ما أحسسته، ولمسته خلال حضوري بعد يومين ضحى الأحد الموافق ٢٠٠٣/٩/٢٨ م في قاعة مكتبة قسم اللغة الفرنسية في كلية اللغات جانباً من مناقشة طالبة الماجستير في قسم اللغة الفرنسية  (ريم سفيان سلمان) الموسومة بـ(السلام والحرب، أسطورة ، وحقيقة انسانية  في ثلاث مسرحيات لجان جيرودو)، وكانت المشرفة هي الشهيدة عقيلة الهاشمي أستاذة اللغة الفرنسية، وقد وضعت لجنة المناقشة كرسيّاً فارغاً أمامه باقة وردٍ وضع عليها شريطٌ أسودٌ، وكتب أمامها (د. عقيلة الهاشمي مشرفاً)، ووقف الطلّاب، والأساتذة، والحاضرون دقيقة حدادٍ، وقرأوا سورة الفاتحة على روحها. 

(السيرةُ مستمرةٌ ، شكراً لمن صبر معي.. يتبع) 

شروح صور

١. صورة لبعض الزملاء في السيارة التي أقلتنا 

٢. عبد الرزاق الربيعي 

٣. عقيلة الهاشمي 

٤. الشاعرة البولونية فيسوافا شيمبورسكا

٥. هاتف الجنابي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى