طبيب الغلابة
محمد ناجي | شاعر مصري
مَضَىٰ في الناسِ لَمْ يَضْرِبْ حِجابَهْ
وماتَ بِغَيْرِ صَخْبٍ أو خَطابَةْ
وكَمْ ناداهُ للدُّنيا مُنادٍ
فلَمْ يَلْقَ استِماعًا واستجابَةْ
بسيطـًا عاشَ لَمْ يَشْمَخْ بأَنْفٍ
كُنْتَ تَرىٰ تَوَاضُعَهُ إهابَهْ
وكانَ يُرَىٰ بِطِمْرٍ أو حِذَاءٍ
قديمٍ غَيْرَ أنَّ بِهِ المَهابَةْ
وَعَىٰ أنَّ الطبيبَ رسولُ لُطْفٍ
لإنسانيَّةٍ جَعَلَ انتِسابَهْ
تَنَسَّكَ في عِيادتِهِ بطَنْطا
فكانَ لكُلِّ مِسكينٍ إثابَةْ
مَشالي كنتَ للفُقَرا نَبِيَّــًا
فتَأْسُوهُمْ وهُمْ مِثْلُ الصَّحابَةْ
وما التبليغُ والتطبيبُ إلا
شُكُولٌ بَيْنَها صِلَةُ القَرابَةْ
فذا لِسلامةِ الأجسامِ عَوْنٌ
وذاكَ لِبُرءِ أرواحٍ مَثابَةْ
محمدُ قد طَوَاكَ الموتُ عنَّا
سِوَاكَ فمَا طبيبٌ للغلابَةْ