شكرا أيها الكافر، وحنانيك أيها المؤمن
عبد الله رسم | اليمن
اللوحة للفنان النمساوي: كارل زوي
الكفار هم من اخترعوا تلك الآلة المسماة: تلفون سيار، خلوي، جوال، موبايل؛ ومهما اختلف المسمى فذلك لايؤثر على القيمة العظيمة لهذا الاختراع الذي جعل التواصل سهلاً وخدمة جليلة يقدمها من خلال المجمل العام لعدد من التسهيلات المتوفرة في جهاز صغير بحجم قبضة اليد.
في الأجيال المتعاقبة لتطوير هذا المنتج الذي أصبح في متناول جميع سكان المعمورة جاء من يمد هذا الجهاز بتطبيقات تحسّن من جودة وأداء خدمة الاتصال والتواصل حين أعلن عن وجود برنامج يسمى (الواتساب)، وأخر يدعي (تويتر)، وهناك تطبيق يعتبر أكثر تداولا وأوسع أنتشارا هو (الفيسبوك).
وكما لا يمكن تجاهل هوية مخترعي تلك التطبيقات فهم كفار أيضا؛ هكذا هي عقلية إنسان العالم الثالث من يصنف الآخر وفق أهوائه العقائدية، وهو ذلك المستهلك الكسول والمفتى والمفسر والمطور والمبرمج والرائد في علم التنظير والباحث في علم القيل والقال، الطفيلي الذي يقضي وقتا أطول على هذا الجهاز غارقا لأخر رمق من لذة التصفح لمواقع ومنصات التواصل على السوشيال ميديا في انكباب تام على الشبكة العنكبوتية وقضاء وقت أكثر من الوقت الذي يقضيه مخترعو هذه التطبيقات، يضيع الوقت وتتسرب اللحظات من بين أصابع العمر في مهرجانات الردح والقدح، وتبادل الحوارات السفسطائية، وكل فصيل يكيل لنظيره سيلا من الكلمات النابية والمصطلاحات البذيئة
تتحول كل تلك المهاترات الكلامية إلى لكمات نفسية جارحة لمشاعر كل فريق توغر الصدور وتتشاحن الأنفس وتقسى القلوب ويتفرق الأصدقاء ويتباعد الأخوة ويتهاجر الأحباب وتنقطع صلات الرحم والجوار، وتتأزم الأمور لتقضي على كل وشائج القربى وأواصر المحبة وتصاب المواطنة بين أبناء الجلدة الواحدة في مقتل فيصبح جل اهتمامهم هو كيفية تسفيه الطرف الآخر وتقزيم حجمه والتقليل من شأنه.
أيها الأخوة الألداء كونوا لأجلكم لأجل أجيالكم لأجل وطنكم أشقاء.. دعوا الفرقة والشتات كفى تمزيقا في جسد المجتمع فالوقت قصير، والتاريخ لا يرحم.