أوعى الحب يفرقع في وشك
د. أسماء السيد سامح | مصر
اللوحة للفنان الفرنسي: كميل فيليكس بيلانجر
الحب مش مصباح علاء الدين هيحلّ لك كل مشاكلك، ولا شريط ترامادول هينقلك بره الدنيا وينسيك كل مواجعك، ولا ليلة القدر اللي اتفتحت لك وهتطلب فيها بقى وتتمنى كل اللي كان ناقصك طول عمرك فيتحقق!
الحب مش هيغيّر فيك حاجة إنت مش عايزها تتغير، أو عامل نفسك مش واخد بالك منها، أو مش مستعد ليها كفاية، أو استسهلت وما عملتش الهوم وورك بتاعها!
الحب.. لو متشعلق في قصص قديمة لسه ما انتهتش، لو مُشوَّه ومنتهك ومخذول وماعندكش القدرة على تحمل المسؤولية، لو ما بتعرفش تدعم الطرف التاني وتقف في ضهره وتقدر ظروفه، لو أناني ولعبي ومتسرّع وعشوائي، لو جعان للعلاقات أو بتدوّر على تعويض أو بتجرّب أو بتسلّي وقت فراغك.. مش هيبقى نور بالنسبة لك ولا علاج ولا وطن، إنما -للأسف- سلاح هتطعن بيه طرف تاني ملوش ذنب، وهينوبك من الشر جانب طبعا بلا أدنى شك!
الحب مشروع، أهم مشروع إنساني في الواقع، ليه بداية ونقطة وصول ومعالم وأحداث وخارطة طريق وبروتوكولات وشفرات وليلة كبيرة سعادتك، وأي إفراط أو تفريط في جزئية من دول، بيفرقع في وشك فورا ويخلّف ندوب ممكن يبقى عمرها أطول من عمرك.
الحب زي الامتحان؛ محتاج مجهود وطاقة، والمفروض تروح له مذاكر ومحضّر ومستوعب ومستعد للمفاجآت وشبعان وغاسل وشّك وسنانك ونايم كويس ولابس الحتة الزفرة عشان ما تفقدش تركيزك ولا تتشتت وتعرف تنجو بالدرجات اللي نفسك فيها وتحقق حلمك.
الحب اجتهاد ومثابرة وصبر ويقين وأمل ومودة ورحمة ومداواة ووصل وإيثار وتجلّي وتحلّي وتخلّي ومشاركة وإخلاص ومواءمة وإعزاز وتلطف وتغاضي وشغف وميل ومصافاة وهيام وولع وغرام واحتمال ورؤيا وأناة وتبصر وتجلد وحلم ورويّة وصلابة وكفاح وتعقل وجنون ومواساة ومؤازرة وتحنان وتعاطف وصداقة وصدق وتفهم وإنصات واستيعاب وتمهل ورفق ومهادنة ووفاء.
الحب هو آخر آخر آخر ضمانة في هذا العالم عشان نفضل بني أدمين!