الحمار لا يفكر قطعا في الأمر

‏اياد شماسنه‏ |فلسطين 

كلُّ ما في الأمر؛

أنَّ الحمارَ الأسودَ الغارقَ منذ سنينٍ

في القهر؛

نقل الحجارةَ من الجبلِ.

ليبني جسراً فوق النهرِ.

شق الدّرب صعوداً ونزولاً،

ولم يفكر كثيراً في الأمرْ.

وبعد الجسر صار هناك بلادٌ

وحدائقَ.

وقام طبّال الحيِّ يُغنّي،

بمجدِ الرَّجلِ الأكبرِ في الكِبْر ِ

الحارسِ

والرّاعي؛

والوالدِ

والمجاهدِ

من يسهر على البلاد،

والعباد،

والاولاد،

والنساء،

في البرد والحرْ.

واحتفل الجندُ بأحذيتهمْ

وطُبولِهمْ،

أطْلَقوا النّارَ باتجاهِ الهواءِ،

لعنوا الأعداء،

شربوا نخب انتصارات القائد،

الأخطرِ ،

والأندرِ،

والحمارُ لا يفكرُ قطعاً في الأمر.

ما زالَ

مثلَ ملاكٍ صغيرٍ،

يخاطِبُ عُشبَ الأرضِ،

يفكر في حفنة تبن، وشربة ماء،

قالته لهُ عصفورةٌ جميلةٌ

تأكلُ حبَّةَ تينٍ من رأسِها ترفاً:

أنَّ الضجيجَ الصادح

في الجوٍّ

تمجيدٌ لرجلٍ

مبدعٍ جداً،

يحبُّه الشَّعبُ في العلنِ

في الصبحِ وبعدَ الظُّهرِ

وَيمقُتونَ

حتّى الجدَّ السابعَ من أهلِهِ

بعدَ العصرِ، وفي اللَّيلِ

وفي السرِّ.

وهو لا يُفكِّرُ قطعاً

في الأمرِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى