إسعاد الموتى بتلميع الأرواح

فتحي المهذب / تونس 

سأجلب بركانا مريضا على ظهر فهد ..
ثمة مصح سري جوار بيتي..
تديره أشباح من العصر الوسيط..
***
في عز جنوني..
أقطع أغصاني المترامية..
أبيعها في مصبات الأنهار..
لمتصوفة يعانون من الصرع..
***
مضطر
لإيواء شجرة عمياء..
تبكي أمام البيت دون
دون سند عائلي.
***
مضطر
لغسل حصاني بدموع الأرمل..
لتهدئة خاطر نيزك ..
يحاول كسر أصابع نافذتي..
نهب جرار مخيلتي..
***

في الليل
أعزف بكلارنيتي ..
في مقبرة مهجورة..
تصاحبني أوركسترا بوم الدوق الكبير..
لإسعاد الموتي المنكسرين..
وتلميع الأرواح..
***

هكذا حين يهاجمني الفراغ
مثل هندي أحمر..
أحدق في صورة أمي..
المقتولة بداء الفالج..
تتكلم عيناها بعمق
ويخشخش البرواز الخشبي..
لذلك أبكي مثل طفل
طيره اعصار الفقد ..
إلى لا مكان .
***
من طبيعتي
الاصغاء إلى ايقاع
أقدام الأسلاف..
في الأماكن المظلمة..
رشق العالم بحجارة
اللامبالاة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى