سوالف حريم .. وإذا الموؤدة سُئلت

حلوة زحايكة | فلسطين

ترددت كثيرا في الكتابة عن المرحومة إسراء غريب في انتظار نتائج التحقيق بسبب وفاتها، مع التأكيد على استنكار وشجب هذه الجريمة البشعة، وكل جرائم ما يسمى القتل دفاعا عن الشرف، والتي في غالبيته يرتكبها مجرمون لا شرف لهم.
وهذه التسمية تضعنا أمام تساؤلات كثيرة منها: كيف نفهم الشرف؟ وهل الشرف خاص بالنساء فقط؟ وهل شرف الرجل مرهون بجسد المرأة؟ وهل الرجال شرفاء والخطيئة تخصص نسائي؟ وما هو مفهوم الشرف عندنا وفي ثقافتنا الشعبية؟ فهل القاتل واللص والكذاب والنصاب والمحتال والخائن …إلخ من مرتكبي الموبقات التي تزيد على سبع عندهم شرف؟ وهل لجرائم ما يسمى “دفاعا عن الشرف” لها أصولها الدينية؟ ومن هو المؤهل بالحكم على ضحايا جرائم القتل؟ وهل يجوز الحكم بالقتل على أحد خارج المحاكم؟ وإذا ما كان هناك قضاء يحكم بالقتل فمن هو المخوّل والمؤهل بتنفيذ الحكم؟
تذكرني هنا حادثة أنّه عندما قتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأمسك الصحابة بالقاتل” أبو لؤلؤة”، جاء عبدالله بن عمر، وهو صحابي جليل، ومن رواة الحديث غاضبا، وقال: والله لو أمسكت به –يقصد أبا لؤلؤة- لقتلته، فقال له عليّ بن أبي طالب، وكان قاضي الدولة الإسلامية:
“والله لو قتلتَه، لقتلتُك دونة”، وهو بمقولته هذه رسّخ دولة القانون.
والذي يثير الغضب أن ثقافتنا الشعبية تؤيد قتل النساء، تحت تهمة باطلة وقد تكون بسبب إشاعة كاذبة، وتعتبر القاتل بطلا! وهذا أمر محزن، لكن هذا يدعو إلى ضرورة سنّ قوانين رادعة لقتلة النساء، والتي لا تقلّ عن السجن مدى الحياة للقاتل؛ ليكون عبرة لغيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى