أنا ما بحب المراجيح.. مقال فلسفي بالعامية المصرية

د. أسامة الحاوي | طبيب صيدلي – مصر

الكتابة حجامة.. طهارة للكاتب والقارئ… يمكن أطول منشور كتبته .. لكن الحمد لله أكثرها صدقًا وسلامًا وسكينة ” أنا ما بحب المراجيح .. آه والله!”

زمان كنت أتفرج على المراجيح في المولد وأتفاعل مع الواد الفتّ اللي بيتمرجح ويقلبها وأتحمس وأركب ..لقيت نفسي بأدوخ وغثيان وتوقع الباقي ..
المراجيح عندي ربما مش حرية وانطلاق ولعب أد ما هي حالتي في الرايح جاي في التردد ..في عجز الثقة ..
يعني أعمل ولا ما أعملش ؟ أقول ولا ما أقولش؟
أصارح ولا أخبي ؟ أكتب ولا أكتم ؟ هاأثر ولا ماتفرقش ؟ طب أنا مميز ولا عادي ؟ عارف شغفي وهدفي ولا تايه؟
من جوايا حلو ولا شروري غالبة خيري ؟ طب أنا حقيقي أصلا ولا مزيف ؟
طب أبدأ منين ؟ طب أنا رايح فين ؟ طب اللي فات لا اللي جاي أهم لا يا عم اللحظة أهم؟
طيب أنا صح ؟ طب هو ايه المعيار أصلا ؟
طيب أنا مبسوط ؟ إنت حزين طب الحزن دا طبع ولا وهم ولا إنت مكبرها شوية ؟
لو قعدت أكتب للصبح مش هانخلص ..ويمكن كتير مننا بتجيله الملاهي دي في دماغه.. أنا استسلمت للمراجيح بمعنى الكلمة وكأني كنت ناسي إني بأدوخ ..وما يلي الدوخة من تعب ومضاعفات ..لكن الحمد لله ..كان فيه فرامل ..وزي ما أذكر صاحب المرجيحة أشفق عليا وفرمل المرجيحة لما لقيني دوخت ..كذلك الفرامل دي قللت السرعة جدا ..
يمكن فطرة سوية ..دعاء بظهر الغيب ..اجتهاد أستحق التوفيق ..صلاح السلف .. أخذ بالأسباب ..أو كلها ..طيب حابب أقول نقط في المراجيح وتجربتي اللى لسه لم تكتمل ..
إنت لو ما اتمرجحت تبقى فيه حاجة غلط ..لازم تجرب في حياتك ولو مرة .. في أفكارك قراراتك مشاعرك ..رؤاك وتقييماتك ..وحتى أسئلة الدين الممنوعة
بذكر الدين ..أغلب جيلنا إتلقن وحُفِّظ ..فنسي أو أجبَر فكره ..وأبطن غير ما أظهر .. من الطبيعي جدا إنك تسأل وتفكر ..وتستخدم عقلك ..لكن اللي مش صح أبدًا أنك تقنع نفسك بإجابة من جواك وإنت لسه بتتمرجح ..إنزل وابعد واهدى كدا واقرأ واسأل وتحقق وبعد كدا احكم ..
“المسيحيين كفرة ومخلدين في النار” أنا ما بفتحش مجال للاختلاف ولا أحكم ولست فقيه لكن أقصد إن دي جملة من مثيرات الجدل ..يا عمي سيب الأحكام للحكم العدل ..و ليتك تحكم على نفسك بس ..فكرة طرح الجدليات اللي لا هاتقدم ولا هاتأخر فيك فكرة عقيمة جدا إما بطرحها شيطانيًا للجدل والاختلاف وتضييع الوقت والفرقة واشعال جمر جواك وجواه اللي خلدته في النار دا ..وأصلا فيه آية بتقول والنصارى والصابئين من آمن ..فلهم …
أنا كلما بأكبر وأقرأ أو أتعلم ..أعرف إنه فيه إجابات لأسئلة كتير موجودة أو وارد طرحها في دماغك أو من غيرك ..أو على الأقل رؤى أخرى ..
القصد: ما تلخمش نفسك وتتمرجح في مراجيح بتدوخ من غير فايدة. 
الشغف ..أنا سنين بأكتب الكلمة وأنطقها وأعرضها وأغنيها وشغفي ضاع ووووحياتي فاضية.
طيب يا عمي إنت قاعد تعيط بس ..اتحرك عشان تبذل طاقة عشان تستحق عشان تجرب عشان تصل عشان تحس وتشعر وترى وتسمع وتعيش وتحكم وتذوق ..
أنا دماغي مكركبة ..طيب يا عم ركز كدا وافصل وشيل فيشة دماغك خالص ..إزاي ..تعود على الاسترخاء ال nothing box تعرف إن الصلوات الخمس نفسها جلسات تأمل وحكي مع الله وعندك صلوات الحاجة والاستخارة ومليون باب ..
طيب أنا مبتلى ..ومصايبي أكبر مني ..يا عمي ما هي دنيا مش جنة ودار سعي مش جزاء
وما أصابك من سيئة فمن نفسك ..آية صريحة جدا وأول مرة فعلا أنتبه لها ..
من نفسي ازاى وأقداري والمكتوب ..ربنا خيرك ..أو منحك عقل تختار بيه ..
تختار تقضي وقتك فين وليه ..وتختار تذاكر ولا تطنش وتختار تسافر ولا تقعد مكانك ..وتختار تدرس إيه وتشتغل إيه وفين ..وتختار وتختار وتختار ..
طب أنا اخترت غلط ..بيغفر والله وبيعفو ويصفح ..وبيمهل الوقت الكافي للتوبة إن لم تتمادَ طبعا أو تنسى غيبية الموت ولحظته وموعده فما تتأخرش في الرجوع
ولو قررت اتحمل نتيجة قرارك وتبعاته ..الحياة مش هاتمنحك كل شيء دفعة واحدة لأنه لك نصيب من ولنبلونكم حتى نعلم الصابرين ..
كل ما هاتطرق باب للعلم وللتعلم والوعي والإدراك هايفتح الله عليك من علمه ورحمته أكثر مما تظن ..لكن ..إياك وعثرات الطريق من ندم أو اغترار أو أوتيته على علم عندي
كل تفصيلة من النفسيات والوجوديات أثيرت من قبل أو بطريقة ما وكل عثراتك عبرها أحدهم ..ولكن أنت اللي أحببت الكسل ودور الضحية للخاذل وللقدر وللحكومة وللظروف وووو
بدأت جدا أعرف سبب عشقي للآية الكريمة (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا )
يارب ..الحكمة ..والهمة ..وصلاح القصد وثواب السعي وحسن الخواتيم ..آمين “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى