الشعوب التي تفشل في تشخيص أمراضها بشجاعة تموت نتيجة الدواء الخطأ
د. حنا عيسى | أستاذ القانون الدولي – فلسطين
“الشعوب التي تفشل في تشخيص أمراضها بشجاعة تموت نتيجة الدواء الخطأ”
مشكلة معظمنا أننا نفضل أن يدمرنا المديح على أن ينقذنا الانتقاد!
“القوانين السماوية والوضعية يجب أن تُطبق على الجميع ولا تفرق بين ابن المسؤول وغيره، فالشهادة الجامعية والخبرة والحنكة هي المقياس لكل من يصل للوظيفة”
“الواجب على الحكومات والمسؤولين أن يسندوا الوظائف لأهلها، وإن لم يوجد الكفء المطلق فيجب أن يسند الأمثل فالأمثل، وإلاَّ كان المسؤولون آثمين حينما يضعون الشخص في المكان غير المناسب لأهليته، لأنَّ جهله بالتكاليف وضعف خبرته ستنعكس سلباً وفساداً في الواجبات المكلّف بها”
((كثيرا نرى الشخص غير المناسب في المكان المناسب، لا يهمه أوضاع الناس وأمورهم، ولكن يهمه مصلحته الشخصية.. فكم من موظف بدرجات وظيفية متفاوتة من موظف عادي الى وزير لا يهمه من وظيفته إلا لأموره الشخصية ولقبه))
وعلى ضوء ذلك أرى بان هجرة العقول من أوطاننا هو بحد ذاته استنزاف تتعرض له المجتمعات العربية، ما دمنا نحن قد عجزنا عن ذلك، في هذا لا نستطيع ان نلوم أبنائنا الذين هاجروا، وربما فقدوا الولاء والانتماء معا. بل علينا ان نلوم نظمنا السياسية وأجهزتنا البيروقراطية التي دفعتهم في هذا الاتجاه.
(عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة. قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة)
(وقد يكون الرجل حسن السيرة، معروفاً بين الناس بأخلاقه وفضائله لكنه ليس أهلاً لتولي المناصب العامة، فلو أعطي له منصب معين فسيؤدي به إلى عواقب سيئة، فالحديث معناه أنه أذا أنيط برجل منصب، ولم يكن أهلاً لقيادته فسيؤول إلى خراب وإلى دمار، وانتظار الساعة يعني: خراب ذلك الشيء).