نكران الجميل
د. إيمان سراج الدين | إعلامية مصرية
كثرت في مجتمعاتنا آفات خطيرة وأخطرها نكران الجميل، فالحقير إذا لقي البديل أنكر الجميل والأصيل لن يتخلي عنك مهما كان البديل جميلا، فحين لا يقر الانسان بلسانه بما يقر به قلبه من المعروف والخدمات الجليلة التي أسديت إليه سواء من الله أو من المخلوقين فهو منكر للجميل جاحد للنعمة، ونكران الجميل من الصفات المذمومة التي إذا التصقت بأي شخص كانت دليلا دامغا علي لؤمه وخسة نفسه ومرض قلبه ونقصان إيمانه، فالنفس البشرية السوية تحب وتقدر بطبيعتها كل من يقدم لها معروفا ويحسن إليها ،ولنكران الجميل صور عدة منها من ينكر معروف زوجته التي وقفت بجانبه سنوات طوال وعلي العكس من الزوجات اللاتي ينكرن معروف ازواجهن وما فعلوه من إسعادهن، وجحود ونكران جميل الوالدين رغم ما بذلوه من جهد وعطاء ،ولنكران الجميل عواقب وخيمه من زوال للنعمة جلب الشقاء وسوء الحال وقطع الأواصر بين الناس، ويولد الكراهية والأحقاد وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم (من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله ‘التحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر والجماعة رحمة والفرقة عذاب)
فقد حثنا رسولنا الكريم على الإقرار بالجميل وشكر من أسداه والدعاء له حتي يعلم تنه قد كافأه فقال صلي الله عليه وسلم (من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سألكم بالله فأعطوه ومن دعاكم فأجيبوه ومن أتى عليكم معروف فكافؤه فإن لم تجدوا ما تكافؤنه فادعوا له حتي تعلموا أن قد كافأتموه) اللهم اجعلنا ممن يحفظون المعروف والفضل ويقابلون الإحسان بالإحسان ولا تجعلنا ممن ينكرون الجميل ويكفرون بالنعم آمين يارب العالمين .