هارون حَدِّْثْ
هارون حَدِّْثْ
محمد الحنيني| فلسطيني مغترب في البرازيل
إلى روح الشاعر الفلسطيني (هارون هاشم رشيد)
من أرض (غزة)أثرى الشعر والأدبا
في المهجر القاسي لمّا وحده اغتربا
وعاش تسعين عاما في مواجعه
في الغرب يشكو وأغنى شوقه طربا
قصائد غردت (فيروز) تصدحها
ولوّعتها وأغنت سهلها عنبا
من غربة خنقت احبابنا زمنا
فيه لقسوته صار الهوى لهبا
هارون عانى كما عانت قصائده
ما عاد يوما ولم يبلغ بها أربا
قد اشجت الناس أنّى طار طائرها
وظل قائلها في الغرب دون ربى
واجشهت أعين بالدمع تسمعها
ما عاد ثانية للحيّ من رغبا
أبكى الصخور كلام قال شاعرنا
وظل كالصخر لا بل خاطب الشهبا
وظل يصرخ في وجه العدى قلم
في البعد عن وطن مثل السيوف نبا
لم تنسه غربة طالت أظافرها
بلاده وانثنى في حبها رغبا—
من دمعه ملأ الأحداق يرفدها
شعرا وأغنى فلسطين بها كتبا
عشرون طير تنادت من تغربة
من روحه عشقه للارض قد وهبا
عشرون ديوان شعر راح الّفها
في حب أرض وشعب للخضوع أبى
غدا سنرجع نادى دونما ملل
وظل يطلبها في شعره طلبا
هارون لم ينسها يوما مرابعه
في غزة الارض والبحر الذي اضطربا
وفي فلسطين أنّى راح يطلبها
حقوقه فيها بل يستصرخ العربا
قرن من العمر ما كلت عزيمته
وهو الذي صدره للارض قد رحبا
حال القصيدة حالي حين أكتبها
تموت تحيا ويحيي موتها الكتبا
أبدعت فيها وفيها الروح ساكنة
لا تسألوهاولكن إسألوا السببا
الشعر شاركنا الأحزان يا وطني
صرنا لأجلك شعرا زادنا حسبا
وصار يعرف منا ما نحدثه
عنك وعنك الذي فينا وما نضبا
بحر من الشوق والآلام تطرقنا
بابا ليشعل في أحداقنا الغضبا
ما نام مغترب يوما وموطنه
من أحقر الخلق من أعدائه أغتصبا
فكيف نهنأ والاحباب يحكمهم
شر الاعادي ويا ويح الذي جلبا
هارون هذا وهذا حال شاعرنا
ومثله اصبحوا للموقد الحطبا
ضاعت حكايتهم ضاعت قضيتهم
ضاعت حقوق من عاشوا لها طلبا
نحن اغتربنا وقام الغرب غربنا
بالرغم عنا وفينا القهر قد نشبا
هارون حدث وكم هارون حدثنا
عن حالنا أصبحت أحوالنا عجبا
في كل مجتمع للحق مطلبنا
نجري وندرك من اوجاعه النصبا
هذي فلسطين هذي القدس عاصمتي
قد حولوها لهم يا بئس من وهبا
يا بئس من طبّعوا يا بئس من خذلوا
شعبي ويا بئس من قد جاء أو ذهبا
فصفقة القرن يا هارون قائمة
والبعض من أمتي صاروا لها ذنبا
***
هارون هاشم رشيد بالكلمة ناضل وعبر بجرأة الثائر عن غضبه ورفضه للاحتلال هارون هاشم رشيد (1927 – 27 يوليو تموز 2020) هو شاعرٌ فلسطيني من مواليد حارة الزيتون بمدينة غزة، وهو من شعراء الخمسينيات الذين أطلق عليهم اسم شعراء النكبة أو شعراء العودة، ويمتاز شعره بروح التمرد والثورة ويعد من أكثر الشعراء الفلسطينيين استعمالاً لمفردات العودة، فأطلق عليه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة لقب (شاعر القرار 194)، أصدر عشرين ديوانًا، وكان يشغل منصب مندوب فلسطين المناوب بجامعة الدول العربية.