سوالف حريم.. فضائح لا يقبلها الله

حلوة زحايكة | فلسطين

في مرحلة من عمري، اعتدت أن أشاهد بعض الفضائيات الدينية التي يصعب تعدادها لكثرتها، وذلك في محاولة مني لفهم أمور ديني، لكنني صدمت من بعض الفضائيات التي تقدّم برامج خرافيّة عن أمور لا يقبلها عقل عاقل، كالتنبّؤ بطالع من يتصلن من المغلوبات على أمورهنّ، وكعلاج العقم وجميع الأمراض وغيرها!
لكن ما صدمني حقا هو أن إحدى الفضائيات تقدّم برامج تدعو فيها إلى مساعدة بعض الأسر مستورة الحال، فيأتون غالبا بنساء أرامل ولهن أطفال، أو يأتون برجل عاجز جسديا أو عقليا وعنده أطفال، ويصوّرونهم وهم يبكون ويستجدون هم وأطفالهم وهم يسردون سوء أوضاعهم السكنية أو المعيشية، وأنّهم مدينون بمبالغ لا تصل إلى ألفي دولار. فتذكرت الحديث النبوي القائل:
قال النبي صلى الله عليه وسلم : “سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، – وذكر منهم – ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلمَ شمالُه ما تنفق يمينه “!
فأين القائمون على هكذا برنامج الذين ينشرون صور وبكاء هؤلاء الضحايا على مئات ملايين الناس من حديث رسول الله؟
وماذا يختلفون عمّن ورد ذكره في فكاهة شعبية تقول: تاب أحد المنحرفين من مرتكبي الموبقات على يدي إمام مسجد، وصار يرافقه للصلاة في المسجد، وفي خطبة أوّل صلاة جمعة بعد توبة ذلك الرجل، قال الإمام: إن أخاكم فلان كان يرتكب كذا وكذا من الموبقات، وقد هداه الله وتاب على يديّ، فالتفت جميع المصلين إلى التائب، الذي حمل حذاءه وخرج من المسجد وهو يقول: ” أفنيت عمري مع مرتكبي المعاصي، وستروا عليّ، وجئت أصلي مع هذا الإمام ففضحني خلال بضعة أيّام!”
فهل تتقي تلك الفضائية الله فيمن تعمل على مساعدتهم خصوصا النساء منهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى