تعالوا نستورد ” عيد ضرب الرجال”
شوقية عروق منصور |فلسطين
يزور الرئيس الفرنسي ” ماكرون” لبنان، في ظل الأوضاع غير الطبيعية، من الدمار إلى الدم النازف إلى الصراخ إلى الخوف إلى الاحتضان، ” ماكرون ” القشة التي يتعلق بها سكان لبنان، هجموا على ” ماكرون ” بالأحضان والقبلات، فهو السوبر مان الآن، ومن يقرأ التاريخ اللبناني جيداً يعرف أن المآسي التي يعيشها سببها الانتداب الفرنسي يعرف أن ” دود الخل منه وفيه ” ، يا للعجب ؟؟!
الدول الكبرى تحاول اقناعنا أننا نملك ” السند و الظهر ” الذي يُعطي القوة والمباهاة حسب القول الشعبي، يحاولون اقناعنا ان وداعة الأطفال المرسومة على وجوههم قد تأتي بنتيجة، وحين يدغدغون الآن في لبنان باطن رجل ” كاميرون ” وغيره من سلاطين هذه المرحلة، يعتقدون أنهم يثيرون شفقة تلك الدول علينا كشعوب عاجزة .
إنهم يحاولون اقناعنا أننا نملك القوة في جعل الخطابات الممحاة التي تمحو التاريخ و الواقع البائس، الذي يهرول نحو الانحطاط المسلح بالتواطؤ العربي والغربي .
الحقيقة المؤكدة ما لم تنهض الشعوب العربية وتقف على أقدامها ستبقى تعيش تحت رحمة هؤلاء الذين يرسمون صفحاتهم بدم الشعوب، ويرقصون في حفلات النهج الاستعماري.
قبل مأساة بيروت، ” كل ما دق الكوز بالجرة ” يخرج الرئيس الأمريكي ترامب – وغيره من الرؤساء الذين سبقوه عدا عن الرئيس الفرنسي ورئيس الحكومة البريطاني – ويصفع الوجوه العربية، يبصق على الشعوب ويتجاهل وجودها وتاريخها.
أعلن ” ترامب ” قبل مدة أن مدينة القدس عاصمة إسرائيل، كانت الأنفاس الخافتة تجرف الصمت العربي، وبعد أن جرب جميع الوصفات الامريكية في اذلال المواطن العربي والعمل على الشفاء من مرض الكرامة والمطالبة بالحقوق ، أعلن ” ترامب ” بكل وجهه الخريفي الاعتراف الرسمي بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السوري المحتل، عدا عن المؤامرات الفاضحة والقذرة ضد الشعب السوري والعراقي والليبي. ومأساة بيروت هي بصمة من بصمات عقلية الهيمنة الاستعمارية .
نعرف ونؤكد على أن في جعبة كل رئيس ينتخبه الشعب الأمريكي والفرنسي، هناك في زاوية ما ينبت فيها قمح العشق الصهيوني، حيث تستيقظ الأيدي التي تسعى لتقديم الخدمات السياسية للدولة الإسرائيلية وضرب كل دولة تحاول لمسها واعتراض مخططاتها ، وتتكلل الخدمات بالمزيد من الرضى العسكري والرضى المسكون في عدم الاهتمام بمصير الشعب الفلسطيني وحقوقه الضائعة المسلوبة والمحافظة على حياته، رغم الاتفاقيات الدولية والمعاهدات التي وقعت ليلاً ، لكن في الصباح أعلن عن رميها في مكب النفايات السياسية .
أفكار ترامب قفزت وصارت متسولة على الرصيف العربي، كيف يمكن أن يتمرجل” ترامب ” بهذا الشكل الفاضح ؟ كيف يمكن أن يغلق الستائر في غرفته ويمارس العهر الصهيوني دون أن يدق احدهم الباب ويقول له ” أخجل ” – لا نستطيع أن نقول له ارحل – لكن نستطيع أن نقول له ” اخجل” .
لم نسمع ونقرأ عن مظاهرات عربية تكسر أقفال الصمت، كأن الجولان يتنهد خارج الخارطة العربية، قد يقول قائل كل دولة عربية لها مشاكلها وهمومها وأوجاعها وحروبها ، وكل دولة عربية تؤدي في الجامعة العربية الشهادات القومية الكاذبة، لأن لا شيء يجمع الدولة العربية مع الأخرى ، وكل رئيس وقائد وزعيم عربي يستقبل زميله في المطار وتحت عباءته ودشداشته وبدلته الرسمية خنجراً ومدفعاً وقنبلة ومؤامرة تقلب نظام حكمه .
” قفص الذل العربي ” أو ما يسمى الجامعة العربية ، صامتة وصمتها يغتال كل بريق أمل في التحرك ، لكن لماذا لا يتم تهشيم بيضة على رأس رئيس الجامعة العربية ” كي يصحو ؟؟! طوال تاريخ الجامعة العربية لم نسمع ونقرأ عن أحدهم قد قام برمي شيء أو التفوه ضد رئيس الجامعة ، كأن الجامعة العربية القضاء والقدر للشعوب العربية !!.والمضحك أن السنيورة الآن يناشد ” الجامعة العربية ” بإقامة لجنة تحقيق في موضوع تفجير المرفأ البيروتي .
تخيلت صورة النساء الهنديات اللواتي يقمن في عيد ” ضرب الرجال ” بضربهم بالمكانس والعصي ، حتى أن الرجال يقومون بالاختباء منهن .
حقاً لماذا لا نستورد مثل هذا العيد ” ضرب الرجال ” ونضرب القادة والزعماء الذين فرضوا علينا الذل والقهر والصمت .
ليس دعوة للعنف بقدر ما هي فشة خلق بعد أن رصدت طويلاً الصمت العربي !! رصدت مأساة بيروت وقبلها دمشق وبغداد وغيرها من المدن العربية التي تشهق وتحتضر .