حداد القلب على مأساة بيروت.. صرخة طفلة من المرفأ

مسعود محاد جعبوب | صلالة – عمان

 بيروت كم نهفو إليك ونعطف

 نبكي كلانا في الجراح ونكشف

***

بيروت إن التين ينزف جرحه

وجراح قلبي كم تئن وتنزف

***

إذ بات في عينيك جرح قاتل

والريح تهوي في الجحيم وتعصف

***

والموت يا بيروت برد غاضب

والعين من كحل الأسى كم تذرف

***

لهب وأدخنة وحق ضائع

والذئب يا بيروت وحش يخطف

***

والكلب يعدو تارة في قيده

طورا ويجثو في البلاد ويسرف

***

لله يا بيروت دونك غصة

مكلومة فيها اليراعة تذرف

***

ويراعتي تشكو مرارة لوعة

ودفاتري وسط المقابر تتلف

***

 ونموت في كف الفراق صبابة

وتمد زيتون البقاع ونقطف

***

حتى كأن الشوف يرنو عزة

وبمقلة فيها المآسي تعكف

***

نكب من الزمن الجريح مرارة

أيلول يسأل عن تموز ويرجف

***

حتى إذا لاقى تموز عشية

وبليله نجم يلوح ومعطف

***

وبكفه رمانة وحديقة

أغصانها فوق الأسنة تقطف

***

فكأنها فوق الركام أراكة

في ظلها تضحى النجوم وتعرف

***

قسما ورب البيت فجرك طالع

وكتاب أمك تحملين ومصحف

*** 

في الطور موسى قد رأها فجأة

والنار تصرخ في الفضاء وتهتف

***

حتى كأن الطور فوق ثنية

وفؤاد موسى خائف يتخطف

***

السجن يا بيروت قبر مظلم

في لحده يكبو الجبان ويزحف

***

لا تقنطي فالروح فوق سحابة

تعلو وفي رمح الشهادة تشرف 

***

قد لاح في الأفق البعيد بسيفه

ما مات يا بيروت منا أجوف

***

ونثرت أزهار السلام مدائنا

وحدائقا جرح العروبة يؤلف

***

وخلعت أقنعة الجنوب كرامة

وتركت بركان الرسالة يخسف

***

قد ولولت والريح في ساحاته

والسيف من ضرب الجماجم أرعف

***

ونزعت أكباد المنون  معاركا

والأرض في وجه الصهائن تزعف

***

 وسقيت بستان الكفاح بسالة

ومسحت وجها للشهادة يألف

***

بيروت سفن قصائدي نشبية

ترسو وموجك يا حبيبة يقصف

2020/8/11م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى