منى عوقل قلب يُعلّم قبل أن يُحاضر

بقلم: د. ميس مشاقبة
في عالم التعليم، هناك أشخاص لا يُنسون، لأنهم لا يكتفون بإعطاء المعلومة، بل يزرعون أثرًا يبقى. من بين هؤلاء، الدكتورة منى عوقل، التي لم تكن فقط أستاذة جامعية، بل إنسانة حقيقية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
أقرب من أستاذة
من يتعامل مع الدكتورة منى يدرك بسرعة أنها ليست مجرد محاضِرة تشرح مادة، بل روح قريبة من طلابها. تشبهنا، تشعر بنا، وتؤمن بنا. تعاملها معنا فيه لمسة أم، ونصيحة أخت، ودعم صديق.. كانت دومًا ترى فينا أكثر من درجات وامتحانات، كانت ترى أشخاصًا يستحقون الفرص والتشجيع. كانت تسأل، تتابع، تطمئن، وتدفعنا للأمام، بهدوء، وبكلمة حانية، وبإيمان حقيقي.
حضورها يتجاوز القاعة
الدكتورة منى لا يتوقف دورها عند باب القاعة الدراسية، بل يمتد إلى كل من يحتاج نصيحة أو دعم. وجودها على وسائل التواصل الاجتماعي ملهم، تشارك أفكارًا ومواقف من الحياة، تذكرنا فيها أن العطاء لا يتطلب مقابلًا، وأن الطيبين ما زالوا موجودين. وتقول دائمًا: “تعلم أن تعطي أكثر، وتتوقع أقل، ستكون أكثر سعادة بهذه الطريقة.” وهي، من بين القلائل الذين يعيشون فعلًا ما يقولون.
إنجازات بلون الشغف
شغفها بالتعليم واضح في كل ما تفعله: من تطوير مناهج تساعد الطلاب فعلاً، إلى أبحاث تضيف قيمة، إلى محاضرات ومؤتمرات تحمل رسائل حقيقية. هي نموذج للقوة اللطيفة، وللقيادة الهادئة، وللمرأة التي تحدث فرقًا دون أن ترفع صوتها، بل بأفعالها.
من القلب… إهداء
هذا المقال ليس مجرد كلمات، بل هو إهداء من قلب طالبة عرفتك، وتعلّمت منك، وتأثرت بك.
لأنك علمتِنا أن التعليم مش بس مادة، بل إنسانية. وأنه في زمن السرعة والتعب، ممكن نلاقي شخص يوقف معنا بصدق.
شكرًا دكتورة منى، لأنك من النادرين الذين لا يُنسون