قَرصَةٌ في الشُّعور

سجى مشعل | فلسطين

وإنّي أخشى أن أقول بأنّ القلبَ مُترَع بالهموم، أو أقول بأنّ الدّموع داخل الصّدر قد احتشدت، كلّ شيء يسير في الاتّجاه المُعاكس، ضدّ تياري، ضدّ أحلامي وآمالي. اللّيل وحدَه شاهدٌ على تكدُّس الذّكريات واحتشادها، وحدَه عالمٌ بأنّ سنيّ البكاء لا تكفي لتُعيد القلب مُثلَجا مثلما كان، وأنا كأيّ إنسان فقد شغفه وتوهّجه لا أطلب السّعادة بِقَدْر ما أطلب الرّاحة بشقَّيها.

فأنتم لا تدرون كم هو قاسٍ أن يفقد المرء من قلبه وَمضة، فينطفئ في عينيه الضّي، كم هو قاسٍ أن يبقى ظِلّا عالقا بين خفايا الواقع والتّوجّسات من المستقبل، فلا شيء أشدُّ مرارة وقسوة من اللّاشعور، الاعتياد على البلادة، والبقاء في حِدّة الإنطفاء، لكنْ لا مُتّسع يُلاذ إليه بين طيّات أوراق الأيّام.

أنا إنسان مَلول، وبطبعي غارقٌ في البحث عن شيء يجعلني أشعر باستقرار يُحتّم عليّ البقاء في ذات الأماكن دونما رغبةٍ من جسدي بالرّحيل، أو حتّى رغبته في الهروب، أريد أن أُحصّل شيئا واحدا يدفعني لأستمرّ، شيئا إذما يئست فَنظرت إليه استقرّت عواطفي، لا شيء باقٍ في هذا القلب، كلٌّ يتغيّر بصورته، ليست صورة الأشياء والآمال المُعلّقة في النّجوم هي الوحيدة الّتي تتغيّر، فالأشخاص قميئون ولا حاجة لوجودهم، كلّهم أذى، وحديث الوجود منهم داخل حياتنا لا يحتاج إلّا قليلا من الوقت حتى يتكشّف قناعه، ويظهر كأنّه الغول في أثوابها، كنتُ أعرف بأنّ كلّ شيء مُؤذٍ لكنّي كنت أغامر وأفتح الطّريق لشخص جديد حتى يعبر خلالي، وبعدها ليصفعني بيديه مثلما فعل آخرون قبله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى