عهد جديد

سجى مشعل | فلسطين

نريد أن نُشهد الله – وهو عارفٌ –  بأنّ ما كان يصدُر منّا ما هو إلّا ماضٍ، وبأنّ الأيّام دوَل ستتقلّب وسيَجلُو بعضُها بعضا، وستُثبتُ حقيقةَ تغييرِنَا تلك الأيامُ القادمة، وبأنّ الجديد ينسخ قديمَه، وبأنّ التّريُّث أمام القرارات الجديدة هو الفارق أمامنا، وبأنّ الاختيارات القادمة ستكون مسبوقةً بعَصفٍ ذهنيّ عميق، وهيهات أن نعود لِغَيّ الأيّام الماضية وضلالها، شتّان بين ما نحن عليه وما كُنّا فيه، فنحن نبدأ عهدا جديدا مع الله، نُربّي فيه الحياة والإقبال على الطّاعة، ونحن راجون من إله الطّالبين رحمتَه رحمةً لنا، نرجوه بألّا يرُدّنا إلى البعد عنه، ونخشى يوما نلقاه فيه لا ندري ماذا سَنقول إذما سُئلنا عن سيّئة ما فَلا ندري ما سنُجيب به، ونخشى بشدّة أكبر أن تُؤخذ حسناتنا وتُوضع في ميزان غيرنا دونما تعب منه.

ليست هناك مشكلة في ارتكاب الخطايا عموما، فكلّ خطيئة تدلّ على شهوة النّفس ومَيلها إلى الدّنيا، وهذا الأمر غير مُستغرب، فأرواحنا تميل بكلّ لدونة إلى كلّ ما تَستسهِلُه دوما، لذلك فكلّ ذنب لا بدّ من أن يُتبع بخوف وندم، صلاة وتوبة، أن يُتبع برجاء بالغِ السّطوَة لاستجداء العفو والمغفرة، نحن نُقدِم بكلّ ما أوتينا من قوّة على أن نشدّ على هذي الرّوح وننهرها، ولا بدّ من أنّ الجميع وببالغ القسوة والحزن في آنٍ معا يُكابد نفسه ألف مرّة يوم يوم حتى يكون بخير أمام الملذات، ومُستنزفات راحة البال.

نجرّ الخُطى صوبه عارفين بأنّه لن يردّنا إلى كسرة أنفسنا، وبأنّ رحمته وسعتنا وكلَّ شيء، نحن لا نطلب شيئا أكثر من الغفران أو أقلّ من الرّحمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى