اﻹسكندرية “مدينة الله العظمى”
فريدة شعراوي | باحثة في التاريخ والمصريات
هكذا كان يطلق على تلك المدينة العريقة قديما . و من المعلوم لدينا جميعا ، أن “اﻹسكندر اﻷكبر” أعظم قائد فى التاريخ هو مؤسس مدينة اﻹسكندرية ، و لكن اكتشف المؤرخون حديثا ، أن اﻹسكندر اﻷكبر ليس هو المؤسس الفعلى لمدينة اﻹسكندرية ، و لكنها أسست بعد وفاته .
من قام بتأسيس المدينة هو “بطليموس اﻷول” الذى خلف اﻹسكندر بعد وفاته ، و هو من اطلق عليها اﻹسكندرية ، تقديرا للإسكندر المقدونى و تخليدا لذكراه ، و إطفاء الشرعية على “إمبراطورية البطالمة”
وصل الإسكندر إلى الفرما، بوابة مصر الشرقية، في خريف عام 332 ق.م، ولم يجد أي مقاومة من المصريين ولا من الحامية الفارسية عند الحدود ففتحها بسهولة، ثم عبر النيل ووصل إلى العاصمة منف، فاستقبله أهلها كمحرر منتصر
و كان اﻹسكندر يهدف ان تكون اﻹسكندرية حصنا عسكريا ﻹمبراطوريته ، إﻻ أن خلفاؤه كانوا أكثر إهتماما بإنشاء المدن .
بطليموس الأول جعل الإسكندرية واحدة من أهم المدن فى العالم، وكانت تعتبر المركز الثقافى والفكرى للعالم القديم، وظلت كذلك لمدة ألف عام، واشتهرت بمنارتها الضخمة، وبعض المؤرخين يصفونها بأنها واحدة من عجائب الدنيا السبع فى العالم القديم .
و قد تضررت الإسكندرية القديمة من الزلازل، وتخطط مصر الآن لتحويل الأطلال المغمورة إلى “متحف تحت الماء” حيث سقطت الإسكندرية فى عام 641 ميلادية بعد الفتح الإسلامى لمصر، وتم تشكيل عاصمة مصرية جديدة .
يظل الحديث عن قبر الإسكندر سحرا خاصا لدى كثيرين، خاصة كبار الكتاب في العالم، الذين تناولوا في كثير من قصصهم وفاة الإسكندر الأكبر وأسرار قبره، والصورة التي سيكون عليها قبره، وأنه سيكون قبرا مصريا يحوي تسجيلا وتوثيقا لتلك الحقبة القديمة.
وتتنوع الروايات حول موت الإسكندر الأكبر وقبره، ويقال إنه حين توفي أراد كل قائد من قادة جيشه، أن يكون له شرف دفن جثمانه في المنطقة التي تخضع لنفوذه، لكن بطليموس الأكبر، طلب من الجميع تنفيذ وصية الإسكندر الأكبر بأن يدفن في مصر.. .
تمثال الإسكندر الأكبر في متحف اسطمبول للآثار.