عن قمر يتوارى
حيدر الحجاج| العراق
إلى روح الكاتب الراحل عامر كاظم الدفاعي
قيل أن قمرا توارى في الليل
على مقربة من الوحشةِ
فضاقت الدنيا بالأقمار الاخرى
وماذا بعد؟؟!!
أيتها الحياة
التي لاحياة فيها!!
من سيتبعه بصمت،
ويدق أجراسَ الفجيعةِ
دون اذن ؟ ..
السلام إليك اذا
مشفوعا بسلال الوحشة
بالوجع والهزائم التي تترى
هناك
حيث قبرك الذي لم يشيّد بعد،
بترابه ورماله
أيها الأبيض كخيط السماء،
والعابر إلى الضفة الأخرى
حيث الطمأنينة .
لجسدك الذي مرَّ عليه الكادحون كجسرٍ
وانت تمسح على أكتافهم مرارة الحياة
السلام لمدينة السلام
حيث عامر الدفاعي
يرقد هناك ،
ينتظر
كتائب من تعلّقوا
ببياضه العالي
وهو يبتسم كعادته .
في حين ثمة دموع
تهاطلت قرب داره التي توشحت
بظلام الوحشة والفجيعة المرة..
قف هناك يا عامر،
قف قرب الوردة التي
ستقف شاهدة على أن قبرك محشو بالبياض الأبدي،
وبألفتك التي عهدناها في نظارتك التي أحصت خساراتنا
وهي حياة غصّت بالفقدان وسنامه الكئيب ..
قف حيث انت
بريئا من كل هذا الشتات الذي
لازم فجيعتنا بك ..
قف هنا ياعامر،
وانتظر من سيحل بعدك
انتظر بكبرياء ذلك البياض الذي اعتراك
مذ كانت الارصفة شاهدة
على نبلك الذي لم تحتمله عربة الحياة
لتودعك إلى مقبرة السلام!