تجاعيد الماء (74) مفتاح

سوسن صالحة أحمد – سورية | كندا

ستأتي باكرا هذا المساء

لا شيء سيختلف عليك

ما زالت ورودك في المزهرية مغمور ساقها بقليل من الماء

وضعت لها حبة / بنادول /، فقد قال لي خبراء في الزراعة أن / البنادول / يطيل عمر النباتات، أنا أعرف وقت عمرها معك، غير أني خشيت عليها فقط من تصدع رأسها تستمع لثرثرتك، عني، أفضل لها الموت دون ألم. 

ستجد ممحاة على الطاولة قرب الجرائد التي قرأناها معا، لعلك تهوى أن تمحو بعض الكلمات لتلعبها متقاطعة فيما بعد تختبر ذاكرة نسيانك، هناك أسماء كثيرة وقفنا عندها، أدري لن تنساها ولا أنا، اطمئن، لم آخذ نسخة من الجرائد، فلا تعتمد علي في تغشيشك ما تنسى، لذا أنصحك أن ترمي الكلمات في الهواء المتردد على رئتيك، محاولة أخرى ربما. . لتبقى على عهد يضيرك أن تنساه، كَ. . كَكونك محررا لا يستغنى عنه في ترتيب عناوين تنوي الذهاب إليها ولو بعد الفوات، هناك كلمات أيضا أخشى عليك فعلا نسيانها، لذا سأدونها لك في ورقة زرقاء قبل أن أمضي من هنا وخيال الستائر الوردية تتدلى متراقصة لنسائم أغلقت نوافذها لم تزل تغريني بعطر جورية تبدد قبل أن تتفتح. 

لن آخذ معي شيئا، أخرج خالية كما دخلت، وأتركك للمكان ذكرى مني. 

خذ حذرك من البساط الممدود على الأرض خلف الباب، حين تدخل لن تكون قد بردت خطواتي قافلة عليه، ولا بأس أن تبحث عن دمعة ستسقط رغما عني تبلل شيئا منه، حاول أن لا تدوسه حتى تخلع حذاءك، وجواربك، أرني مرة واحدة أن أثري ودمعي لديهما من حفائك إلى الحقيقة جهدا. 

غير أني سكنت الزوايا، وأخشى عليك من مفردة نسيتها هنا أو هناك، قد كنتُ أبذرها لك كغيمة مباركة، ما استطعت رغم الجهد حصر أمكنتها ولا الاختباء بعيني من ضوئها لأرى أماكن سقوطها من فمي رغم تعلقها بحبال قلبي، لكنها فلتت واختبأت مني وفات الوقت ولا بد من أفرغ المكان في عجلة من الورد الذي نفذ مفعول / بنادوله/ فمات على مرأى عيني، واستعجال الوقت في مفردات جرائدنا استعدادا لتصميم آخر بنفس العناوين واختلاف الأسماء. 

فرو قطتنا يحمل حفر أصابعنا أرجوك لا تلمسه دعها في خيلائها برسومنا المفترض قزحها، آية للوهم والخيال. 

قد استنفذني الوقت وسأغادر. 

( ورقة منفصلة زرقاء). . . 

حاولت جمع المفردات التي أخبرتك أني سأضعها في هذه الورقة لكنها أبت إلا أن تجتمع في كلمة واحدة وبعد أن رجوتها أعطتني أخرى سأكتبهما لك على أي حال 

( الثقة، الصدق، الاحترام )

وهناك مفردة لا أستطيع تركها ولا تذكيرك بها لأنها ستغادر معي رغم كونها في كل حرف من هذه الرسالة تحمل نفسها دأبك وكنهي. 

أستميحك وداعا وأعرف انك لن تهتم إلا بتفاصيل الجرائد. 

ملاحظة. . لم آخذ معي المفتاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى