سوالف حريم.. ربَّة بيت غير عاملة

حلوة زحايكة | فلسطين

لست من أنصار الكسل، لذا فإنني أمضي يومي في العمل “غير المأجور”، فعدا عن متطلبات البيت من تنظيف وغسل وطبخ وجلي وترتيب، فإنني أعتني بحديقة منزلي المزروعة ببعض الورود، وبعض أشجار الزينة، وبعض الأشجار المثمرة، والتي تضفي على البيت سحرا جماليا يريح النفس، ومع ذلك فإنني لا أترك شبرا من أرضنا المحيطة بالمنزل دون رعاية، فأبحشها وأزرعها بما تيسّر، فمثلا أزرع جزءا منها بصلا، وجزءا أزرعه فجلا، وجزءا أزرعه أشتال بندورة، وأنا مؤمنة بأن الأرض تخدم من يخدمها، وهي تغذينا بجمال طبيعي يُذهب التعب ويريح النفس. والعمل في الأرض متعة لا تضاهى، لذا فإنني أواظب على العمل فيها لأريح نفسي، فأجد نفسي دون تخطيط أبحش هنا، وأزرع هناك. وأحفر الصخور لتستوي الأرض، وأغطيها بالتربة التي أسندها بالسناسل الحجرية، حتى بات عندي ما أطلق عليه “الحدائق المعلقة” برضا تامّ. حتى الجزء السّفلي من بيتنا المطمور بالتربة والمعقود؛ لتستوي الأرض التي يقوم عليها البيت، قمت بحفره وإخراج التربة منه، فاصطدت عصفورين بحجر واحد، فقد كسبت تربة غطّيت بها الصخور لتصبح صالحة للزراعة، وكسبت شقة جديدة لواحد من أبنائي. وربحت صحة جيدة ونشاطا يحقنني بقوّة خفيّة لمواصلة الحياة، وكما قال درويش”على هذه الأرض ما يستحق الحياة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى