لهذا أريد أن أموت اليوم
د. أحمد جمعة | مصر
أعرف أن “يحيى” فعل قوي
وأصعب من “يموت”،
وأعرف أني أضعف من كليهما
ولا أمل لي بحياة شريفة
ولا بموت ظريف.
لدي روح سافلة لا تمل أحزانها
وقلب متشقق صافح الحب بسكاكينه الصدئة،
جُبت العالم المشلول
بكل شوارعه الصفيحية الملتهبة
وبيوته النحاسية الباهتة التي كهربها الخراب،
أقمت طويلا خيام وحدتي عند البحيرات النادمة
آكلا كل ما بها من أسماك للأسف
متجرعا كل ما تجود به على ألمي من ملح،
الفضاء الأعمى والصحاري الصماء
والجحور البكماء..
جميعهم يحفظون ملامح بؤسي
صوت نحيبي
ولغة بذاءتي.
لا حلم لي
أنا الذي منامه هروب وصحوه ضجر
لا ملامح لي
أنا الذي وجهه غابات محترقة وعيونه سجون
لا صوت لي
أنا الذي حنجرته صحراء ولسانه حجر
لا لغة لي
أنا الذي يحفظ خناجر الدنيا في ظهره
ويبحث عن أغنية..
تكون له “وطن”.
أعرف أني غدا سأحبكِ أكثر من الدنيا
وبعد غد سأذبحك بيدي..
حين أصحو من كابوسٍ رأيتك فيه مع غيري،
لهذا أريد أن أموت اليوم
دافنا في قلبي القتيل أملا زائفا بالحب!