قصيدةٌ متأخرةٌ عن حِبرها (بيروت )

الشاعرة والناقدة ثناء حاج صالح/ ألمانيا

 

بيروتُ من زفراتِ نارك لم تزل
أنفاسُ روحي في الشوارع تشهقُ

 

كيف اشتعلتِ بلحظتين جهنماً
لهَباً تمزَّق عن لظىً يتمزَّقُ

 

عطَلتِ بوح قصيدة في حِبرِها
غارت موانئُ واستكانَ الزورقُ

 

مطر يعلِّقُ في السماء حبالَه
وعلى الحبال حمائمٌ تتعَلَّـقُ

 

غلاتُ سُخطٍ قد أتاحَ حصادُها
جمعَ البيادر في قرىً تتفرقُ

 

غيبتِ شمسَ الراحلين وعدتِ في
أطياف من في ليلِ صبرك أشرقوا

 

والناسجون الخوف في أثوابهم
كتبوا مواثيقَ الشحوب ومزَّقوا

 

وشكا الكلام على لسان مهرِج
ماضٍ بتلوين الملامح أخرقُ

 

ما راعَه قهرُ الشعوبِ بحكمه
وعلى مصير هوانها لا يقلقُ

 

سَبَقَ القضاءُ فداءَ أرواحٍ قَضَتْ
كانت خطاها للحقيقة تسبِقُ

 

في الشام تلك أماكن محروقةٌ
بيد الذين شغافَ قلبي أحرقوا

 

الحافرين الأرض حين أحاطها
من كل صوب في الشوارع خندقُ

 

وهنا ارتكابُ الذاهلين عن السما
ما قد أشارَ إلى الحماقة أحمقُ

 

شعبٌ يقاومُ مجبرا بكسوره
وإذا يُطالبُ بالعدالة يُشنَقُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى