تجاعيد الماء (75) أنينه ناي
سوسن صالحة أحمد | سورية – كندا
طرب لنداءات ناي تشبه انثيالات صوتٍ صداه يتردد في ثنايا أيامه كلما طّلَّقَ أناه من افتراءات الحياة في وجود تنأى مفاصل وجده عن وجده، يفرض نفسه عليه كما تَرَدُّد هواء رئتيه في رئتيه دون إستئذانه.
كلما أنهى فصلاً من فصول وعيه بهِ، داهمه فهم آخر، يمحو الماقبل وهما بوجود، يطلق الصوت للناي أن أذنت بداية أَوْلى بالبداية مما انتهى، يعانق النغم على نية فرح يشتهيه، يداعب اللون ليصفى بصورة لا تتغير، يرسم شجرة خضراء مورقة لكل الفصول، يشير إليها بسهم ملفِتاً ثقوب الناي إلى حشو تنفثه طازجا شهيا كأغنية متفردة في تكوين آخر يكون هو.
الحشو يا أصدق الوجود، ينادي متلهفا إلى لا نهاية في بداية لا تشبه البدايات، يتلقفها بروح تتوارى من الموت بأمل يحاكي أول بداية أن تكون اللانهاية.
كان الناي لحظتها فارا منه بتلويحة من حقل القصب.