أينَ سأصلُ؟
مهند الذويب |فلسطين
شاسِعة حديقة هذا اللّيل.. لكنّها تقتربُ من العاديّ.. وكلّ ما للاعتيادِ من أصابع
بستانيّ هذا اللّيل يعرفُني، ولا أعرفُه، وليسَ يدلّ عليه سوى الموت
أشيخُ أكثر من اللازِم..
الجولة متعبةٌ.. والدّربُ المفضية إلى القمحِ غريبة
والقمرُ المتشعّب في الشَّعر الذهبيّ بعضُ أقاويل الذئبِ المحذوفة..
أينَ سأصلُ؟
أسألُ.. وأنا أمسحُ عرقَ البلدانِ وضجّة ماخورٍ شعبيّ عن ذراعيّ وصدري
هناكَ إلى الموتِ الآخر للنّهر
النّهرُ رديفُ اللّيل
والموتُ هو الموت
إيمانُ القطّة بالجريِ إلى سيقانِ “الزُّقة” حيثُ احتمالاتُ العتمة والجوع
الموتُ هو الموت..
مزيدٌ من ناياتٍ سيّئة العزفِ تفتُقُ جرح الدنيا..
هناكَ إلى الموتِ الآخر.. حيثُ الأسطورة تملأ عِمّة حارتنا بالصّوت..
وحيثُ الأجنادُ تتيحُ مقاعد للخلدِ..
وحيثُ العتمة ممكنة في الرؤيا..
والنّوم هو الخطأ الأكبر في الرحلة..
والخمرُ الممعنُ في الماء..
وتسعة أعشار النارِ تُبعدُ كلّ فَراشِ الحقلِ إلى الشّجرة الطّيب أهلها.. وثمرِ النّساء الشّفاف..
وحيثُ الأرضُ تصيرُ مجرّد ذكرى سيّئة لعاشقَيْن..