ما بين وبين
سميرة الزغدودي | تونس
هب لي من الأشواق خيرَ نبوءةٍ
فالعِشقُ وَحْيٌ والقصيدُ رسولٌ
***
كلّ النبوءات استفزت خافقي
وشرودُ أُخَيْلَتِي إليك يؤول
***
ومساجد العشاق ضجّ دعاؤها
والنبض في ترتيلها موصول
***
أنا في صلاتي من دعاة طقوسها
ويؤمّها القرآن والإنجيلُ
***
وحيي هواك وقبلتي لغة اللّمى
وشذاك في وصلي هو المسؤول
***
وصل الرّسول وحَطّ رِحْلَ صبابَةِ
وعلى هوايَ بدوحتي مجبول
***
كلّ المسافات التي مابيننا
تُطوى ويدنو طيفُكَ المأمولُ
***
ولكم حلمت وكم تسامى خافقي
شوقا إليك وكم سباه ذهول
***
في القيروان يهيم قلبك ظامئا
والرّطب من طيب الرّضاب سبيل
***
أنا شهرزاد حكايتي واللّيل عا
نقها وخاصر فجرَها التّهليلُ
***
ياشهريارُ و فيك ألف حكاية
من أين أبدأ؟ والحديث يطول
***
من أين جئت وكيف زرت مواسمي
قلبي خريف قد طواه ذُبُولٌ
***
عشتار مملكتي بتونس عيشها
والقدسُ شَمْسُ طهارةٍ وبَتُولُ
***
ما بين تونس والجزائر صبوة
ضمّ الرّبى والخضرةَ التّقبيلُ
***
مابين تونس والعراق خميلة
تدنو القطوف ورطبها المعسول
***
وعلى ضفاف الأبجدية تحتفي
بقصائدي مصرُ الهَوى والنِّيلُ
***
ومِنَ الفُرَاتِ ودِجْلَة ارتشف الهَوى
وسقى سلافٌ خافقي وشُمولُ
***
بدر توهّج في الفرات ونورهُ
لشروق شمس القيروان خليلُ
***
لبنان ضمّتني بسحر شفّني
لتجوب معراجَ الخيالِ خيولُ
***
ودمشْقُ تشهَقُ أضلعي توقًا لها
من فيض أوردتي تفوزُ حقول