هذا الخاتم ضيق جدا

ندي عبد الله | القاهرة

لطالما قلتُ لابنتي:

هذا الخاتمُ ضيقٌ على يدي

منذُ أن أهداهُ والدُكِ لي.

تبتسمُ، وتلوِّحُ إليّ بعينيها

أومئ أنا برأسي، وأقولُ: حقًّا

لكن دومًا لم أخلعْهُ

أُخبرُها أن تُبدِّلَ الساعة

دومًا تتعطَّل

لكن ابنتي تُخبرني أنَّها تعمل.

هذا الرحيقُ مفضلٌ عند ابني

كم مرة طالبتُهُ أن يكونَ لهُ عطرُه الخاص

زهورُ البنفسجِ والقَرَنفُلِ تعُجُّ

بمحرابِ أبيه

تحكي قصصًا 

مشحونةَ الساعات

بوشوشاتِ اللا عشق

هل أعطيتَني بعضَ القُبَل

على خدِّ أوراقِ الورد

الخاتمُ ضيقٌ جدًّا

يُقيدُني، يخنُقُني

بتفاقُمِ صوتِ اللقاء

واللا وشوشَات

فأغيبُ في اللا مسافات

أحتلبُ ضَرعَ الأبجدية

وأشدُّ مِئزرَ الألوان

أنسِجُ من قافيةِ الهجران

لوحةً تُصافِحُ الخيال

باللا مُحال

عيوني مسافرةٌ

نحو الغَرقِ المُتعرِّقِ باللهفة

واللا مألوف

لتحقُنَني إدمانًا بمخدرِ صوتِك

وتُلطِّخَ حُمرةَ الوجَنات

بياءِ اللا نِداء

فيحملُ زاجلُ العِشق

همجيةَ الأحلام

نحو عينيك اللؤلؤتين

اللتين تفضحان

هزيمةَ النور

والفراشاتُ حُبلى بعطرِك

تصُبَّ اللحنَ رقةً وغَنْجَا

في عُمقِ المسامات

فأتركُ بعضي في دهشةِ

اللا سؤال

أُدوِّنُ تاريخَ الضوضاءِ في دمي

أكتُبك قصيدةً

تعبثُ بتفاصيلِ حياتي

أُخبِّأُها بشبابيكي العتيقة

كمزهَريةٍ أثرية

تحتجزُ الألوانَ بزوايا اللا مكان

تنيرُ بالقلبِ بقايا حرفين

يفوحُ منهُا شَذا عطرك

يا لقلبي الذي بينَه وبينك

يؤوبُ زورقٌ بكلِّ قصائدِ الأرض

 كي لا يأكلُ القلبُ

 جمرَ الغياب 

أُشرنِقُ القلبَ عند الحديث

حدّ أدغالِ الروح

هذا الخاتمُ لطالما قررتُ نزعَهُ

يُطوِّقُني بوساوسِ القلق

صداعٌ يأكلُ من رأسي

استحالَ فتحُ فمي لأتذوقَ

طعمَ الكلماتِ بالنداءاتِ

المتراكمةِ في اللا اتجاه

الكلماتُ ألوانُ قوسِ قُزَح

والمعاني بعمقِ الآه …

كثيرًا ما أُبالغُ في ردِّ انفعالي 

هذا الخَاتمُ ضيقٌ جدًّا

تبتسمُ  ابنتي بِقُبلةٍ

على الجبين

تهديني زهورَ البنفسج

والياسمين

تُطوِّقُني بذراعيها

تَسَعُ

قصائدَ الحنين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى