الرسالة الأخيرة لأبي ذرّ
هادي زاهر| فلسطين
لا تمد يدك لمخلوق
لا تنحنِ لا تستسلم للإذلال
فعلى هذه الأرض لك حقوق
غير خاضعة للسجال.
تقدم.. تقدم
من حقك أن تنعم
أن تأكل أن تشبع.. أن لا تجزع
أن تشعر بالاطمئنان من مما هو قادم.
لا تستجدِ.. لا تقرع الأبواب
واسحب البساط من تحت أقدام الذئاب.
قلّم المخالب ونزع الأنياب.
أخي المُعدم
من حقك أن تنعم
ان تتمتع.. بألوان الطاووس الفراشات والزهور
من حقك ان تترنم
أن تسترخي في ظلال الميسم
أن تغمض عينيك وتستمتع بالحفيف
وزقزقة الطيور
لتعم روحك أعراس تطرد كل نكد
من حقك أن لا تشعر بالاغتراب
ان تتمتع بمنوال البلد
وأن تكحل عينيك بالرحاب
تقدم.. تقدم..
وانزع لقمتك من فم الأسد.
لا تصدق بأن مقاومتك هي الارهاب
لا تذل ولا تمل ولا تفل
تشبث بالمُقام
قف في وجه الغُصاب
دع قامتك شامخة.. ابتسم، ففي ابتسامتك سهام.
انتفض ودع حقدك العادل يبلغ حد الغليان
اجعله نورًا يطرد الظلام
انتفض.. انت والحجر سيّان
إن لم تكن زلزالاً.. بركان.
لا تصدق من سلب
من قال: إن الصمت هو الاعتدال
” وإذا كان الكلام من فضة
فالسكوت من ذهب”
فالصمت جُبن.. استسلام..
الصمت قمة الابتذال.
سيقولون لك إن الصبر مفتاح الأَزَال
وأن فقرك قدرًا أرده لك الوهاب
والقناعة كنز تحتفظ به على الدوام
وان لك جراء فقرك ثواب
والجنة أمامك مشرعة الابواب
ولا تقبل اي تحريف للأقوال
إثأر ممن سرق لقمة قوت أطفالك
ممن حطم امالك
ممن سرق ما أنعمه عليك الباري
امتشق سيف سيدنا أبي ذر الغفاري
“عجبت لمن لا يجد القوت في بيته
كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه”
إن هذه الثروات خلقها العلي القدير
فوق الارض وتحت الصخور والتراب
لكل المخلوقات..
لا ليشتري الخنزير.. يختًا بالمليارات
أو ليبني الحقير.. ناطحة سح