مَتى يَقومُ عَلى أَنْقاضِنا الْبَطَلُ 4
عبد الصمد الصغير. تطوان| المغرب
معلقة (المقطع الرابع ) أنفاس غاضبة
يَحْتارُ فيكَ الْهَوى وَ السَّيْرُ وَ الْقَدَمُ
و السُّؤْلُ يَقْذِفُني لِلشِّعْرِ .. وَ السَّئِلُ
مَنْ ذا الَّذي تَعرفُ الأسماءُ رَوْنَقَهُ
تلكَ المحاسِنُ .. نَبْضي عِنْدَها يَعِلُ
مَنْ كانَ مِثْلَ هُبوبِ الرِّيحِ مُنْدَفِعاً
سَتُسْتَباحُ بِهِ الْأَفْعالُ .. وَ الْفِعَلُ
بِعْتَ الَّذي ، أَبَداً ، ما كُنْتَ صاحِبَهُ
بِدِرْهَمٍ .. تَشْتَري صَوْتاً بِهِ حَوَلُ
ذاكَ الَّذي تَبْتَكي الْخَنْساءُ فُرْقَتَهُ
وَ عِنْدَهُ .. أََصْفِياءُ الْوَجْدِ قَدْ نَهَلُوا
أَرى انْدِفاعَهُ … مِنْ بِئْرٍ سَتَدْفَعُهُ
في إِثْرِ صَوْتٍ طَغى .. لِلذُّلِّ يَحْتَمِلُ
هَبَّتْ إِليْهِ الْمَعاني .. قَبْلَ ناطِقِها
وَ الْعَزْمُ ، يَخْْتالُ في أَحْشائِهِ الْكَسَلُ
أَيْنَ الْحَقيقةُ ؟.. كَيْ تَبْدو مَعالِمُنا
وَجْهُ الْحَقيقَةِ .. آياتٌ سَتُحْتَصَلُ
أَوْزارُ غاياتِ أَجْدادٍ .. قَدِ ارْتَحَلُوا
صِرْنا التَّهافُتَ .. تَبْقى عِنْدَنا الْعِلَلُ
قَدْ دُسْتَ إيمانَ شَعْبٍ .. في تَطَبُّعِهِ
إِنَّ التَّطَبُّعَ ……. مُشْكِلٌ سَيُأْتَصَلُ
غاضَ الحَمامَةَ بِالغِرْبانِ .. فَانْشَكَلَتْ
أَقْدامُها .. مِشْيَةً تَمْشي ، وَ تَنْسَحِلُ
باعَ الْمَليحَةَ لِلْقُطْعانِ … فَانْدَحَرَتْ
فيها الْمَنازِلُ ، وَ الْأَوْطانُ ، وَ الرَّجُلُ
إِذْ ما رَوَتْهُ سَماءٌ .. صارَ مُطْلِقَها
وَ في مَنابِرِ سُوقٍ .. يُشْتَرى الْحَوَلُ
يَطْوي طَريقاً .. فَيَهْوِي في بِدايتِهِ
وَ لا يُصاحِبُ .. إلّا حينَ يَشْتَمِلُ
فَجاءَني غُصْنَ بانٍ .. زَهْرُهُ عَطِرٌ
فِي لَوْنِ مَنْ زارَنا .. غاياتُهُ الْحِيَلُ
أَراهُ ….. تَجْلُبُهُ أَنْسامُ غايَتِهِ
مِثْلُ الْجَراذِ .. إِذا ما فاحَ يَجْتَدِلُ
وَ اللهُ .. هَيَّأَني شِعْراً .. وَ أَلْهَمَني
هَواهُ دَواً .. لِمَنْ تَجْري بِهِ الْذِّيَلُ
هَلْ يَنْظُرُ النّاسُ زَيْفاً مِنْ قُلُوبِهِمُ ؟
وَ اللهُ مُنْتَظِرٌ في الْخَلْقِ .. هَلْ يَئِلُ
تُصْغي إِلى فِكْرَةِ الْغَرْبِ الَّتِي ثَمِلَتْ
فيها يَداكَ .. وَ في مَرْضاتِها الْخَلَلُ
هَلْ غَرْبُهُ شافَ فَضْلَ الأَوْلياءِ لَهُ ؟
وَ بَدْءُ فِكْرَتِهِ .. مَرَّتْ بِها الْحِيَلُ
وَ فِكْرَةٍ .. في مُتونِ الشِّعْرِ أُرْسِلُها
راقَت ْ مَسامِعَنا … بِاللهِ تَخْتَتِلُ
يا نائِمينَ عَلى أَسْماعِكُمْ … بُكُماً
هَلْ فُرْقَةٌ أَتْلَفَتْ دَرْباً ؟!. بِها نَصِلُ
يَلوحُ زارِعُها … في صَفْقَةٍ بِدَمٍ
كَما يَسيرُ عَلى أَهْوائِهِ الدَّجِلُ
ضاعَتْ .. كَما وَقَعَتْ آمال مُنْتَظِرٍ
إِنّي أَراها ….. بِغَيْرِ اللهِ تَتَّكِلُ
قَذَفْتَ مَقْدِسَنا في حُضْنِ مُغْتَصِبِ
مِنْ بَيْتِنا .. طَفَحَ الْكَيْلُ الَّذي عَمِلُوا
إِذا تُصالِحُ يَوْماً … تَنْحَني زَمَناً
وَ يَنْحَني وَطَنً قَهْراً .. وَ يُؤْتَكَلُ
هَذا السَّلامُ .. طَريدَةً … سَيَقْذِفُنا
في وازِعٍ … يَدَعُ الْعُرْبانَ تَقْتَتِلُ
هذي الْفِعالُ .. بِماءِ الْوَجْهِ ذاهِبَةٌ
رَبِّي يَرانا … وَ حِلْمُ اللهِ يَمْتَهِلُ
(البيت 93)
يُتبع…….