بطش الغرام
فاطمة الساحلي | لبنان
لمّـا التقينــا فـي مساءٍ داكنٍ
والذّاتُ كانت في مكانٍ داكنِ
//
فتهـامسَتْ لغةُ العيونِ وأبصرَتْ
عشقًا يجولُ بخفقِ قلبٍ ساكنِ
//
قد ألهمتْنـي.. منكَ .. أوّلُ نظرةٍ
وطنًا يلخّصُ مسكني ومَواطني
//
أدركْتُ لا لم أدركِ الإحسـاسَ إذ
عصفَ الهوى فاجتاحَ كلَّ مدائني
//
اِغتالَنـي بطشُ الغرامِ.. بلحظةٍ
كانَ الجَنـانُ مسيّجًـا بجنائنـي
//
وجنائنـي بكرٌ.. عذارى فوحُهـا
من ياسمينِ الطّهرِ تلكَ مكامنـي
//
فـأنـا يلامسُنـي الوشاحُ وجبّةٌ
أخفيْتُ في ذاك الرّداءِ مفاتني
//
لكنّمـا قلبـي .. تخطّـى.. ثوبَهُ
إذ شقّهُ متفلّتًا .. من باطنـي
//
كـي يلتقيكَ وينتقيكَ حبيبَهُ
قد ثارَ منتفضًا على ما فاتَني
//
يـا قلبُ إنّـي.. للهوى .. توّاقةٌ
للحبِّ للحضنِ الدّفـيءِ الآمِنِ
//
فأتيْتُ في ذاكَ المساءِ صبابةً
ينتابُنـي شغفٌ.. يهزُّ حنائنـي
//
وهناكَ في الأفقِ الرّحيبِ تآلفَتْ
نظراتُنـا ونسيتُ كلَّ قرائنـي
//
يا خافقي في كلِّ جارحةٍ غدا
طيفُ الولوعِ يلوحُ دونَ كمائنِ
//
طابَ الهوى واللّيلُ أسدلَ سترَهُ
واللّهفةُ انصهرَتْ بطيبِ محاسني