الأحزانُ المخفية… !!!

لشاعر وعدالله ايليا/ يقيم في فرنسا

للمرّةِ الأُولى أرى ما كان مخفياً عنّي
في كاتدرائياتِ روحي البنفسجية
حيثُ ارتعاشات القديسين والشهداء تتمزّق
كأيقوناتٍ مُخبّئةٍ في أقمشةٍ قديمة
تنبعثُ منها رائحة القداسة وألوان الأبدية
للمرّة الأُولى تناولتُ طعامي بملعقة الشمس
وجمعتُ نعناع ذاكرتي أمام مرآة الضوء
دون أنْ أفقدَ بريق جُثَث أحلامي الأرضية
للمرّة الأُولى ألتحفُ بالغيوم ولم أدفع الثمن
ربّما أنقذتني ألوان قوس قزح
بحجّة اعتذاري من توتّري وقلبي وأوهامي
لقد جابهتُ عواصف الخراب بقامتي الهيفاء
حينما تذكّرتُ ضياع بطاقتي التموينية
في محلة ( مرحانا ) قرب بيتنا القديم
عندما كان ينبض قلب الزمن الجميل بأناقة
ويطوف أزقّة الأمل في شوارع الحُب والثقافة والسعادة
ويُقدّمُ قوارير الخمر والأناناس للعصافير العطشى
للمرّة الأُولى أرى ما كان مخفياً عنّي
لقد رأيتُ تأمّلاتي الوردية وأقماري البيضاء العارية
توقظُ ياسميني وآمالي وسمائي الزرقاء
وقتئذٍ كُنْتُ أتخيّلُ عتبات أبواب الجمال
خلف الستائر السوداء لأكشف مكامن المجهول
بأضواء ضحكاتي المزيفة والمجنونة
التي دخلتْ أجواء سجني الأبدي…!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى