إلهاء البومة في قاع المفصل
الشاعر فتحي مهذب/ تونس
** مضطر لقتل قائد الأوركسترا.
لإلهاء البومة في قاع المفاصل.
مضطر لأضرم النار في قطن الكلمات.
لأغرز مخالبي في لحم البدهي.
لأعبد الأرض وأدهس السماء بمؤخرتي.
لأخطف البراق من براري ألف ليلة وليلة.
وأبيعه لنخاس في أقصى المدينة.
لأحرر متناقضاتي من قفص الفهد.
لأضحك مثل ثور في جنازة.
أو مثل قحبة في مأزق شبقي.
أجر قافلة الهواجس مثل رهائن حرب.
لأسعد المهرجين الذين كسروا أسناني في حقل الأرز.
إفترسوا حصان العائلة.
حملوا جثة أمي المتعطنة.
رقصوا رقصة التابوت أمام الكهف.
لأبولن على وجه الشيطان.
***
مضطر لنسيان كنوز دمي
في بنك.
فضة عمري لطابور المرابين.
أحبال أعصابي لصيارفة جدد.
العضة العميقة في زندي الأيسر.
ليبك بدلا مني تمثال من الجبس
وليوزع قمح مخيلتي على الفقراء.
ليبك السنجاب الأشقر داخل عمودي الفقري.
***
للعميان فقط أبيع دموع زرقاء اليمامة.
قلت : سقط ناب الشمس
في حديقتي.
خطفه نسر ضرير فر من مرتفعات الشك.
قلت : المرأة هاوية والأديان معتقلات فظيعة.
عبروا برشاقة كنغر .
أفردوني في وادي الملوك.
أنادي صديقي المختبئ في الهواء
– توت عنخ أمون
-توت عنخ أمون
– يوما سألبس تاجك الذهبي
وأروض وحوش الكهنة.
أروض المركب الذي يعض سمكة النور.
الموجة التي تلسع هواجس الغريق.
***
مضطر لنسيان السماوات السبع.
الطبيعة التي أرضعتني حليب اللامعنى.
الثقوب السوداء التي تنتظر صحوني الطائرة.
لتلتهم شياه رأسي دفعة واحدة.
القمر الذي افتض بكارة روحي
في ممر عبثي.
هدايا الله التي نخرها نقار الخشب.
***
تحت شجرة اللوز
أيقظت المصباح.
لأقدس سر صداقتي مع الذئب.
أصغي لنباح أصابعي في العتمة.
أعزي القطار النائم فوق الشجرة
مليئا بالأشباح.
يهتز غصن عمودي الفقري.
ديك الجارة مختبئ في رأسي.
سحر نثره اليومي لا يقاوم.
سمعت خشخشة البستاني في الجذور.
وصهيل أحصنة الأسلاف
في طبقات الرغام.
قلت : العالم لامتناه في الزمان والمكان.
والمجد لقيامة الأشياء
من رفات الأشياء.
***
يكفي أن يقال : إنك تحيي الأموات وتداوي الأبرص والأكمه.
ولك أمشاج قربى بالماوراء.
حتى يصدق المنكسرون ويقولوا
إنك نبي مختار.
يكفي أن يقال : إنك ذو لوثة
حتى يصدق الآخرون..
يرموك بحجارة من سجيل.
يستنكف منك الأغيار .
***
لا توقظني
ذرني أمت
مثل ورقة قيقب
في مهب المحو .
***