من أنت؟
سمير عبد الصمد | المملكة الأردنية الهاشمية
رآها بعد عشرين عامًا من الفراق، فكانت هذه القصيدة.
مَن أنتِ؟ واستيقظت في داخلي الذكرى
عادت ملامـحُها في مُـهـجتـي الحــرّى
***
كلُّ التفاصيلِ ضجَّت وهي مُشرَعةٌ
ذِكرى تُـعانِــقُ في أشـجانِـها ذكرى
***
هل أنتِ؟ وارتعَـشت أسرارُ عاطفتي
والشـوقُ لَـوَّنَ فيها الأنجُـمَ الزُّهـرا
***
وقَـفتُ والقامةُ الشــقراءُ باسِـقةٌ
مَـمشــوقـةٌ ألـقـًا فَـواحـةٌ عِـطرا
***
جُـنَّ الهوى من سُباتِ العُمرِ إذ لَـمَعـت
في حُـمرةِ الخـدِّ تلكَ الشـامةُ السمرا
***
تساقطت قَطراتُ الطيبِ من سُحُبي
وخـاطري ضَـجَّ بالأفـراحِ والبُـشرى
***
وضَـعت كفي على صدري وقد خَفَقت
بي لـهـفةٌ سَكَـنـت في أضـلُـعي سِـرّا
***
قالت: أيا شـاعري ما زلتَ تذكُـرُني
كم كُنتَ تِكتبُ في تَسريحتي شِعرا
***
كم قُـلتَ أنَّ قُطوفَ الوردِ في شـفـتي
وأنَّ طَــلَّـةَ وجـهـي تَـأســـر البــدرا
***
قالت وقالت وما في القلبِ من جَلَدٍ
والوجدُ أشـعلَ في تنهـيدتي جَـمرا
***
ضاقت على لُغتي الدنيا بما رَحُبَت
تلعثَمَت في مدى تَـرحالِـها حَـيـرى
***
ورُحتُ أبحثُ عن ذاتٍ مُـبعـثَـرةٍ
تاهَـت على بارقـاتِ حُلمِنا هدرا
***
يا بُرعُمَ الخُطوةِ الأولى وما شربت
من ذكـرياتِ هـوانا أدمُـعًا حَـرَّى
***
يا أولَ الحُـبِّ يا شـريانَ ذاكــرتي
يا لحظةً عَـطَّرت أصابعي العشـرا
***
تَـهـللت مُقلتاها خَـفقَ نرجِسـةٍ
رقَّـت ملامِـحُـها وأشـرقت بِشـرا
***
وودَّعَت والعُيونُ السـودُ ضارعةٌ
عَـلِّـي أراكَ حـبيبـي مـرَّةً أُخـرى