دروبُ الحبِّ
علي موللا نعسان | سوريا – النرويج
جاسَ الورى سهرُ الأجفانِ في العَمَسِ
و القلْبُ زاهدَ عنْ صيرورةِ الهَيَجِ
///
و الصمتُ راحَ يجوبُ الكَوْنَ في حزَنٍ
يَسْتصْرِخُ الغَيمَ مِنْ سحابةِ الحَلَجِ
///
و الفِكْرُ وشَّى رداءَ الأرْضِ مُبْتَهِجاً
عَلى رُؤى واحةٍ تزدانُ بالقُبَجِ
///
جنَّ ليلُ الدُّجى خوفاً و مِنْ شَجَنٍ
على الترابِ مِن الإطنابِ في اللَّجَجِ
///
و الوجدُ شدَّ الهوى شوقاً إلى مُقَلٍ
و الحُبُّ أَصْبى النُّهى في ساحةِ الغَنَجِ
///
قَضَّ النَّوى كَبِدَ العُشَّاقِ في جَنَنٍ
و الهَجْرُ زجَّ مُروجَ الرَّوْحِ في الهَبَجِ
///
و القَلْبُ حثَّ الخطى تَشْدو على فَنَنٍ
كما تُخومُ الفلا رامتْ سُوى الوَهَجِ
///
حاستْ خُطايا لبوةٌ تَمْضي عَلى عَجَلٍ
وَ قَدْ تحَدَّتْ ودى أضوى عُرى الفَرَجِ
///
وَ إِذْ تَجافَتْ رِياحٌ عَنْ برى وَلهٍ
أرْسى القَذى في عيونِ اللَّومِ و المُهَجِ
///
حَفَّتْ عَناقيدُ وردِ الوَرْسِ مَبْسَمَها
فَهاجَ بِثَوبِ النَّدى عِطراً على السُنُجِ
///
عَمَّ التناغمُ فاغتالَ الفُؤادَ وَمى
صمتِ الجمالِ حيالَ الحِسِّ و الخَلَجِ
///
و الوجدُ خلّى الهَوى يَهْفو إلى شَجَرٍ
كما تُخومُ الصَّوى رامتْ رُؤى البَلَجِ
///
لا يُسأَلُ الصَّبُّ عَنْ شوقٍ وعنْ وَلَعٍ
فالقلبُ يُرْشِدُهُ في التيهِ و الحِوَجِ
///
فواردُ العِشْقِ يَمْضي نَحْوَ أَرْوِقَةٍ
و جارحُ الطرفِ يخبو في عُلا البُرُجِ
///
وَ الحُبُّ يُضفي الجوى لَحْناً على وَتَرٍ
كما دروبُ النُّهى تَصبو إلى الوَهَجِ
///
فالنَّفْسُ تَرْقُبُ فِكراً زادُهُ مَلَقٌ
يروي غليلَ الهوى طُهْراً على الغَنَجِ
///
و اللَّحْظُ يُضفي عزماً في رُبى سُبُلٍ
إِنْ ساحنَ النَّفسَ طَوْعٌ في جَدا الحِوَجِ
///
أَنْفَضْتُ أجْنِحَةً نَحْوَ السَّما فَرِحاً
وَ طِرْتُ مُعْتَقِداً ظَفراً على البُرُجِ
///
و العَقْلُ راحَ يرى الأجْواءَ مُرْتَقِباً
في لَهْفَةِ السَّعْفِ إثْماراً على النُضُجِ
///
فَأصبَحَتْ كلُّ أرضِ الكونِ مُفْتَرَشاً
و جالَ سَهْمُ الرؤى في كلِّ مُعْتَلَجِ
///
و اغْتالَ عقرُ الدُّنى أسرارَ مَقْدِرَةٍ
تَقْتاتُ دَرْسَ حُبورٍ في ذرى الهرجِ
///
ريمٌ بأرضِ الهوى حلَّتْ على وَجَعٍ
يُضني شِغافَ النُّهى في خافقِ المَرَجِ
///
دنوتُ أرقُبُ روحاً ساقَها قدَرٌ
يَسْمو على شاطىءٍ يختالُ في الخُلُجِ
///
وَ كلُّ إِشْراقةٍ للوجدِ يُلْهِمُها
مَلامِحاً من طيوبِ العِطْرِ بالضُّجُجِ
///
ردَّتْ بِشَوْقِ الوَمى ترْجو عُرى أَمَلٍ
نَعَمْ سأنشُدُ حتى تَسْتقي مُهَجي
///
و الحَدْسُ أدوى بِمَن ضاقَتْ بهِ سبلٌ
سحائبَ الصَّبْرِ نَحو الحلِّ في الوُلُجِ
///
أطلقتُ موجَ هيامِي نَحوها شغِفاً
فطُفْتُ عبر المدى في قاربِ الغبَجِ
///
فانسابَ في الجوَّ عطرًا مِن شذى مقلٍ
تَهْدي الورودَ رحيقاً من ومى الدَّعَجِ
///
هرعتُ كالطِّفْلِ نحو العِطرِ مُبْتَسِماً
أَعْثو الضَّفائِرَ في لَحْنٍ على الهزجِ
///
نامَ الشُّعورُ على أنسامِ مِغْزَلِها
فهبَّ زُغْلولُ نَعْصِ الشَّوْقِ في الهيجِ
///
لاطَفْتُها و الجوى يَحنو إلى ثَمَرٍ
على مُروجِ المنى في تربةِ الفَلَجِ
///
فَعاتبَ العقلُ حبَّاً قدْ سبى كَبِداً
و البَوْحُ أهْدى الرُّغى كأْساً بلا حرجِ
///
وَ أَلْثَمَ الفِكرُ قلبًا ثمّ أَلْهَمهُ
مَغَبَّةَ الأمرِ رداً في عُرى اللَّجَجِ
///
فمنْ هوى طَوعَ عزْمِ المُجْتَبى ثَقفاً
فقد أشادَ جمالاً سادَ في البَهَجِ
Ali Molla Nasan
Oslo 17-11-2020