اصنعْ سعادتك ولا تنطفيء
سجى مشعل | فلسطين
نحن أقوياء يا صديقي، لا عليك من كلام المُحبطين الّذين يجرّون أهواءهم ورغباتهم بالتّلذّذ في رؤية الآخرين يتحطّمون، لا عليك ممّن يُولي نفسه وليَّ ضير يأتيك حينما تبدأ في أوّل مرحلة انكسار، أو حتّى أوّل مرحلة تبهُت فيها، خذ حذرك ممّن حولك، فَهُم بشكلٍ أو بآخر سيصبحون جزءًا من شخصيّتك في يوم كان أو سيكون.
ولست مُرغمًا على تقبُّل الّذين يجعلونك تشعر بأنّك ضعيف، أو الّذين يُسلّطون الضّوء بشراهة على نقاط ضعفك، إنّما يكفيك أن تكون خفيفًا، خفيفًا فحسب، تتجاهل الخذلان أو التّرّهات ممّن يتشدّقون بها، عليك أن تكون ذاتك فحسب، وتكون رائعًا بفكرك وعنفوانك، وألّا تسمح للانطفاء بأن يراودك، وألّا تسمح للغابرين بالتّأثير عليك، فأنت الوحيد المسؤول عن صنع سعادتك، وأنت الوحيد كذلك الّذي يُمسك الهواء في يديه حينما يغادرونك، بعدما قد أودَعوا في خلاياك مُرادهم في الإطاحةِ بك وأودعوا بقيّة أمراضهم، ستأتي عليك أيّام لا تعرف فيها مَن صديقك ومَن عدوّك، ستنقلب الطّاولة عليهم، وسوف تشعر بضآلة حجم محاولاتك في ترميمهم، بل وبضآلة حجم مبادراتك ولحظات سعادتك في قربهم، فَهُم وللأسف لم يكونوا سوى وجوه تتقلّب وأقنعة تتكشّف، وأنت جالس مكانك خلف الطّاولة أو ربّما على الأريكة، تشاهد تكشّف النّهايات وانسدال السّتائر، وكيف عاد كلّ مُهرّج إلى سِيركِهِ الخاصّ.
فلا عجب ولا عُجاب، ولا ريب ممّا تراه، فأنت لست الوحيد الّذي يُعاني، لكنّك في الوقت ذاته وفي أوانه الشّخص الوحيد الّذي يستطيع التّجاوز، والشّخص الوحيد الّذي يستطيع الوصول لمُراده، فأنت لن تُفجع ولن تُخذل بعد اليوم لأنّ اكتفاءك بنفسك، ورغبتك في تحقيق ذاتك، ونَهَمَك في الوصول إلى قمم الغايات هو ما كان ورقتك الّتي تُراهن عليها دون تلف أو ندم