١٥ أكتوبر استقبال ملخصات مؤتمر.. “المشترك الثقافي بين مصر واليمن”
القاهرة | خاص
تم الإعلان عن مؤتمر “المشترك الثقافي بين مصر واليمن.. رؤى جديدة للمتون العربية” الأسبوع الماضي على أن يكون الموعد النهائى لاستقبال ملخصات الأبحاث يوم ١٥ اكتوبر، وتستقبل الأبحاث النهائية يوم ٥ ديسمبر، ويعقد المؤتمر في العشرين من ديسمبر .
ويقام المؤتمر بالشراكة بين السفارة اليمنية بالقاهرة، ومعهد الدراسات والبحوث العربية التابع لجامعة الدول العربية، ومشروع المشترك الثقافي العربي (الدراسات الثقافية العربية المقارنة)، ومن المقرر أن تستضيفه قاعة سبأ بالسفارة اليمنية، على أن يكون الدكتور حاتم الجوهري استاذ الدراسات الثقافية والمشرف على المركز العلمي للترجمة بهيئة الكتاب رئيساً للمؤتمر ، والدكتور قاسم المحبشي استاذ فلسفة الحضارة بجامعة عدن رئيساً للجنة العلمية، والسفير اليمني الرئيس الفخري للمؤتمر.
ويأتي المؤتمر تفاعلا مع التقارب المصري اليمني ودعوات توطيد العلاقات الثقافية بين البلدين، التي توجت هذا العام بالدعم السياسي المؤسسي واللقاءات الرئاسية على مستوى البلدين، إذ تنطلق فكرة المشترك الثقافي -كمل نصت دعوة المؤتمر – بين الدول العربية من رؤية فلسفية نقدية رافعة في لحظة تاريخية شديدة الحساسية، حيث يعيد الشرق والغرب تقديم أنفسهما في متون وسرديات كبرى جديدة تحاول إعادة إنتاج المسألة الأوربية ومركزية متونها القديمة، إذ يقدم الشرق نفسه من خلال متنين مركزيين جديدين وهما “الأوراسية الجديدة” و”طريق الحرير الجديد”، ويحاول الغرب التأكيد على مشروعه ومتنه المركزي الخاص بـ”نهاية التاريخ” وسيادة الليبرالية الديقراطية، رغم الاستقطاب بين قارة أوربا وبين أمريكا وبريطانيا.
وفي ظل هذا السياق الثقافي؛ يطرح التساؤل الرئيس: هل يمكن أن تقدم الذات العربية رؤى وفلسفات جديدة تصلح كمتن أو سردية حضارية كبرى تواجه بها العالم، وتتجاوز مشاريع التفكيك والفلسفات الفرعية التي صدرتها لنا الدراسات الثقافية غربية المنشأ عن الانتصار للهوامش وفلسفاتها؟
وهل يمكن أن تعمل هذه الرؤى والفلسفات باعتبارها رافعة ترصف الطريق لمستقبل عربي أكثر تماسكا، وتتجاوز التناقضات المتفجرة التي ظهرت في “مستودع الهوية” العربي، بحيث يتم إدارة التنوع الثقافي المتعدد باعتباره رافدا لمتن عربي يتصالح معه، ولا يقف منه موقف النقيض.. ليكون شعار المؤتمر إدارة التنوع رفدا لـ”مستودع الهوية” العربي، وليس تفجير التناقض في التنوع كي لا تلتحم طبقات مستودع الهوية العربي مع انتماءات أخرى فرعية ومتدافعة، حاضرة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وهذا هو سؤال المركز والمتن الذي يطرحه المؤتمر ليرفد به الذات العربية في القرن الحادي والعشرين، على المستوى المعرفي والنظري لإطاره العام ومضمونه، وبهدف تجاوز “الثنائية الحدية” والصراع الصفري بين المتون والهوامش الذي أنتجته الدراسات الثقافية الغربية ومذهبها الفلسفي الذي ساد طويلا في الدراسات العربية.
وعلى مستوى المشترك الثقافي والعلاقات الثنائية بين مصر واليمن؛ ينظر المؤتمر لأفاق أرحب في مجال الدراسات الثقافية العربية المقارنة تطبيقا على “دراسة الحالة” المصرية اليمنية وروافدها التاريخية وحضورها فيما هو آني، حيث نشطت عبر التاريخ حركة واسعة للتبادل التجاري وما يحمله من آثار ثقافية في نطاق البحر الأحمر بين مصر وجنوب شبه الجزيرة العربية في اليمن، بالإضافة للهجرات التي كانت تتم من جنوب شبه الجزيرة واليمن باتجاه القرن الأفريقي وصعودا تجاه الشمال عبر البحر، والهجرات التي لحقتها برا من جنوب الجزيرة لأسباب متعددة واستقرت بعضها في مصر، من هنا يمكن الحديث عن ثقافة لحوض البحر الأحمر توطدت عبر طبقات من التاريخ و”الجغرافيا الثقافية” يمكن أن نلمح حضورها بين البلدين.
هذه “الجغرافيا الثقافية” ومتونها التي إذا أحسنَّا استيعابها وإعادة توظيفها سوف تنتج تواصلا وتفاعلا سياسيا وشعبيا طبيعيا وليس مفتعلا (جغرافيا سياسية)، يأتي من أسفل إلى أعلى وليس العكس ويؤدي بشكل تلقائي إلى تكامل وتفعيل الموارد الطبيعية بها (جغرافيا طبيعية)، لتصبح الجغرافيا الثقافية مشتركا رافعا يستعيد الذات العربية ويرفدها في القرن الحادي والعشرين، فيمكن تتبع المشتركات والتلاقحات على عدة مستويات ثقافية تدعم حضور “التراث الثقافي غير المادي” بين مصر واليمن، وإعادة توظيفه في ظل فلسفة متن جديدة وطبيعية في اللحظة التاريخية الراهنة، ترفد العلاقات المشتركة بين البلدين والذات العربية عموما، وهذه المشتركات والتلاقحات تضمها المحاور الخاصة بالمؤتمر.