حين يتوددّ اقتراباً مِنْ قلبي

المينا علي حسن | العراق

لا تقترب لا تستطيع العيش معي؛ أعيشُ بشخصية لا مرئية 

لا تستطيع تحمل وحشيتي المغلفة برقّة فتاة الحوت 

هل تستطيع الاستماع لي حين أصرخ بكلّ جوارحي؟!

هل تستطيع أن تقف جانب نوبات البُكاء التي تجثو بداخلي؟ 

هل تستطيع أن تجلس بجانبي بدون أن تتحدث بشيء تطلق عينيك بالتواصل البصري فقط، ونبحر سوياً ؟

ليس لي طاقة الحوارات وكأنني عجوز بهيكلٍ عشريني 

هذا مُضحك أليس كذلك؟! 

حين تقول ؛ أحُبّكِ 

لنْ أضطر إلى الرد عليك 

أكتب الكثير مِنْ الرسائل ، وأُمزِقها في سكوتي 

هل تحتمل حدادي الدائم ، وعفويتي المفرطة؟

هل تحتمل صراعي مع الزمن وصولاً إلى ما أحلُم بهِ؟

لا لا لن تحتمل كل ذلك ستضجر كثيراً ، وستضجر أكثر 

حين نكن في السرير ولا نفعل شيئا سوى أن أُحدق في عينيك وأحدثك عن هذا العالم السيء وعن غضبي مِنْ ذلك السرطان اللعين الذي يمكث أسفل ثدي أمي.

ولأنني مخلوقةٌ سماوية الرغبة والشعور أحُبّ أن أروي لكَ تفاصيل يومي الحزينة، والمُضحكة هل تستطيع تحمل ثرثرتي عندما أرغب؟!

هل تستطيع تحمل مذاق طهوي السيء؟ تارةٌ يبدو مالح المذاق يقطع الأنفاس وتارةٌ أخرى لا مذاق لهْ أنا شريكة سيئة جداً 

يكتبون عني في الجرائد ويشتمونني قبل أن أبدأ مشواري هل تحتمل ذلك؟!! 

هل تحتمل وقتي المشغول في القراءة، الدراسة العمل ، الكتابة ، الشِعر ، السفر ، جلساتي الطويلة على الإنترنيت 

هل تقدر اندهاشي حين أرى كوما مِنْ الكتب؟  

هل تستطيع العيش بغرفة مليئةً بالكتب وفي الزوايا عناكب أتكاسل طردهم وفي أطراف الغرفة سروب نمل؟

في الحقيقة لا أتكاسل أشعر إني لا أستطيع مقاومة الأرق من دون العناكب والنمل وأنا أراقب تحركاتهم أعيش حياة تبدو لكَ غربية، وتجارب مبكرة.

  هل تعلم أن أسفل رقبتي شيئاً أحمر اللون كلما أغضب يظهر ، ويشوه صدري الحياة معي لا تبدو جميلة، وعلى جانبي زاوية صغيرة تسمى القلب هوَ بمثابة العدم الدافئ إلى حد الثمالة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى