مشى على برْزخٍ بين بحرين
محمد خلاد السكتاوي| المغرب
(الصورة بعدسة الشاعر: برزخ البحرين (ملتقى الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي عند رأس سبارطيل بطنجة)
كان في يده شَهْوَةُ زنْبقة
وفي الأخرى يشتعِل قمر
مشى حتى حافة الهاوية
أطَلَّ لم يجدْ شيئاً
نثر ما بيديه
حَبّاً
وحُبّاً
فاخضوْضَرتْ واحةٌ في الفراغ
وحطَّتْ على نسْمةِ هواء
حمامةٌ بيضاء
روى حكايتَه في المدينة للناس
قالوا: ماهذه إلا شطحاتُ مجنون
قال أحدُهم مشفقاً
وقدِ اتَّكأ مثل موجة على حاشية البحر:
إنَّما أدْمَن على خمرة الهوى
يحتاج الآن أن نُحرِّرَه من أسْره
ونُطلقَ في المدى سِرب أحلامه
لاشيء يفُلُّ قيْدَ العشق
غيْر حديدِ العشق
سقطتْ دمعةُ طائر حزين
كان في غفْوَةٍ تحت جَفْنِه
وانْحنى كَمَنْ يصلي
مشى خفيفا يُلاحِق ظلّه
على برْزخٍ بين بحرين
تدفعهُ نشوَةُ التوحُد في الوجْدِ
وتوارى خلْف غلالة الغسق
لم يُطفئْ شمعتَه تلك الليلة
ولمْ يَتوَسّدِ القمر