أدبيات الحوار والتواصل والجدل
د. إيمان سراج الدين | إعلاميةمصرية الحوار هو الوسيلة الناجحة للتفاهم والتعبير عن الرأي وهو مطلب إنساني وأسلوب حضاري يصل الإنسان من خلاله إلى النضج الفكري وقبول التنوع الثقافي الذي يؤدي إلى الابتعاد عن الجمود وفتح قنوات التواصل مع المجتمعات الأخرى.
فالحوار من أهم أدبيات التواصل الفكري والثقافي والاجتماعي التي تتطلبها الحياة في مجتمعنا المعاصر لما له من أثر في تنميه قدرة الأفراد على التفكير المشترك والتحليل والاستدلال بهدف إنهاء أية خلافات مع الآخرين بروح التسامح والصفاء بعيدا عن العنف والإقصاء.
والحوار هو سمة من سمات المجتمعات المتحضرة والأداة الفعالة التي تساعدهم على حل المشكلات الصعبة وتعزيز التماسك الاجتماعي، ولكي يكون الحوار بناء ومفيدا لابد من احترام الأطراف المتحاورة لبعضها البعض فالاحترام من افضل الصفات والأخلاق التي يمكن أن يتصف بها المرء .
وهو أساس التعامل بين الناس كذلك لابد أن يتسم الحوار بأنه هادف وذلك بغرض الوصول إلى الحقائق المرجوة والتزام الهدوء وضبط النفس أثناء النقاش التفاعلي وحسن الاستماع وعدم الاستعجال في الرد.
فالمستمع الجيد محاور جيد كذلك البعد عن الغرور والتكبر وعدم تجاهل آراء الآخرين أو التعصب للرأي الشخصي من أهم أبجديات الحوار البناء والتحلي بالإنصاف يعتبر من أهم أساليب الحوار الراقي فالإنصاف هو التراجع عن فكره أو رأي معين لإنصاف الحق وهذا أمر من الأمور التي تزيد احترام الآخرين لك فهي لا تنقص منك شيئا؛ فالاعتراف بالخطأ فضيلة ونادرا من يفعل ذلك على الرغم من أن هذا التصرف ينم عن قوتك ورباطة جأشك ويظهر أنك إنسان واثق من أفعاله وإن هدفك سام وليس مجرد إثبات وجهات نظر.
وأخيرا حسن المقصد يجب ان يكون الهدف من الحوار الوصول للحقيقة وليس لإثبات وجهة نظرك.
وينبغي أن يتقبل أطراف الحوار وجهات النظر المختلفة فنعمة العقل لا تختص بإنسان دون غيره فالآراء المختلفة ظاهرة صحية فمنها الصحيح، ومنها الأصح، والإنسان ينبغي ان ينتصر للرأي الأصح والدفاع عن الحق وامتلاك حسن النية.
كما يجب علينا جميعا التحلي بثقافة الحوار للوصول إلى النتيجة المرجوة منه.
كما يجب علينا التحلي بأدبياته في جو يسوده التفاهم والود والألفة والاحترام وإعطاء كل طرف حريته في التعبير عن آرائه ومعتقداته بعيدا عن التعصب أو العشوائية في الطرح الفكري.
فإسلامنا أرسي دعائم الحوار البناء وجعل منه وسيلة هادفة ذات قواعد وآداب ورسالة شريفة تخدم الحق وتدور في فلكه. قال سبحانه وتعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن). صدق الله العظيم.