أيها العالم
زكريا شيخ أحمد | سوريا – ألمانيا
لم أقفْ و لا مرةً على أطرافِ أصابعي
فما يحدثُ في العالمِ واضحٌ قبلَ أنْ أراهُ
و ما سيحدثُ أيضا .
هكذا عالمٌ لا يستحقُ
أنْ يُتعِبَ المرءُ لأجلِهِ أصابعَ قدميه .
عالمٌ يمنحُ لبائعِ مرايا رخصةً لبيعِ المرايا
و لكنْ فقط في حيِّ العميان .
أيُّ عالمٍ هذا الذي يمكنُ أنْ ينهارَ
إنْ فشل َنهر ٌواحدٌ فقطٌ في العثورِ على مصب ؟
أيُّ عالمٍٍ هذا الذي فقدَ كلَّ توازنِهِ بسببِ خفاشٍ لعين؟
أيُّ عالمٍ هذا الذي لا يتخلى عن قذارتِهِ
و هو مهددٌ بالانهيارِ في أيّةِ لحظة ؟
أيها العالمُ !
هل حقاً هذه السماءُ للكل ؟
و هذه الأرضُ و الزهورُ و الاعشابُ و الطيورُ و الهواءُ و الماءُ
هل حقاً هي للكل ؟
هذا العالم ُهل هو حقاً عالمٌ للكل؟
ستُّ أقدامٍ تكفي لدفنِ إنسانٍ يا بورخيس .
ترى كمْ قدماً ستكفي لدفنِ جثةِ العالمِ
المهددِ بالإنقراض ؟